fbpx

احجز موعدك الآن

هل يمكن أن يتعاطف الضحية مع الجاني؟

تعتبر متلازمة ستوكهولم واحدة من أغرب الظواهر النفسية الموجودة حاليًا، حيث يتعاطف الفرد مع من يؤذيه أو يختطفه أو من يعرضه للأذى بأي شكل من الأشكال، حيث تصيب الفرد حالة من التعاطف أو التضامن مع هذا الشخص والتي تصل في بعض الأحيان إلى مساعدته.

 

متى ظهرت متلازمة ستوكهولم؟

قام بعض الأفراد بالسطو على بنك في ستوكهولم عام ١٩٧٣م، وقاموا بالاحتفاظ بموظفي البنك كرهائن لمدة ٦ أيام، وفي خلال هذه الفترة بدأ موظفي البنك بالتعلق العاطفي بمختطفيهم، ووصل التعلق بهم إلى رفض مساعدة الجهات المسئولة عن تحريرهم، والرفض التام لمغادرة مختطفيهم أو الإدلاء بشهادتهم ضدهم بعد أشهر من الحادثة.

وبدأ استخدام كلمة “ستوكهولم” بعد حدوث هذه الحادثة عام ١٩٧٣م، وأخذت في الانتشار والتعرف عليها، والبحث في أسبابها وأعراضها والمواقف التي تحدث وتؤثر على الفرد للوصول به إلى التعاطف مع الأذى يتعرض له، خاصة بعد تكرار هذه الظاهرة مع العديد من حالات الخطف فيما بعد.

 

متلازمة ستوكهولم في علم النفس

تعتبر متلازمة ستوكهولم ليست تشخيص نفسي ولكنها طريقة يتم الفهم بها طريقة استجابة الأشخاص العاطفية لبعض الأشخاص أو الأشياء، ويعتقد علماء النفس أن هذه الظاهرة تحدث عن طريق تهديد الخاطف للضحية ثم يختار عدم قتله، فيشعر الضحية بالامتنان لعدم قتل الخاطف له، كما منحه حياته من جديد.

فعندما يتعرض الخاطف لسوء المعاملة والتهديد وغيره يختار أن يتعايش مع الموقف أو الحالة في سبيل بقائه على قيد الحياة.

ما هي أسباب حدوث متلازمة ستوكهولم؟

تصيب حالة ستوكهولم الأفراد الذين يقعوا في موقف وليس لديهم القدرة على التصرف فيه كالخطف أو الإغتصاب و السيدة التي تتعرض للضرب من زوجها وغيرها من المواقف، حيث يشعر الضحية بحالة من عدم القدرة على التصرف ولا يصبح له خيار إلا أن يقوم بمعايشة الحالة الموجودة والتعود عليها، مما يصل به في النهاية لحب هذا الشخص والتعاطف معه بل ومساعدته على الهرب من الجهات المسئولة.

ومن الأسباب التي قد تساهم في حدوث ظاهرة ستوكلهولم:

  • المعاملة الجيدة للرهائن من الخاطفين.
  • قضاء مدة طويلة في مكان مشترك.
  • وجود أشخاص لديها إحساس عاطفي عالً.

ما هي أعراض أو السمات الموجودة لدى الأشخاص المصابين أو الذين يتعرضون لظاهرة ستوكهولم؟

يوجد للأفراد الذين يتعرضون لظاهرة ستوكهولم العديد من الأعراض أو السمات المشتركة منها:

  • المشاعر الإيجابية تجاه المعتدي.
  • المشاعر السلبية للضحية تجاه من يحاول إنقاذهم أو الوقوف بجانبهم من العائلة، والأصدقاء، والجهات المسئولة.
  • دعم وتأييد سلوك وتفكير المعتدي.
  • سلوكياتٌ مساندةٌ للمعتدي من قبل الضحية ومساعدة المعتدي.
  • المقاومة وعدم القدرة على المشاركة في أي سلوك يساعد على تحريرهم.

 

ما هو تأثير متلازمة ستوكهولم على الشخص المصاب بها فيما بعد؟

وتوجد بعض الأعراض الملازمة لظاهرة ستوكهولم والتي تؤثر على الشخص فيما بعد مثل:

  • عدم الثقة في الآخرين.
  • الشعور بالذنب.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • كوابيس.
  • عدم الرغبة في فعل شئ.
  • أرق
  • الانسحاب الاجتماعي.

ويصبح الضحية في حالة عدم ثقة فيما يحدث من حوله ويصعب عليه التكيف مع من حوله والعودة إلى حياته اليومية من جديد.

 

وبذلك تفسر لنا متلازمة ستوكهولم الكثير من الحالات التي يمكن أن نقابلها في حياتنا اليومية وتتعرض للعنف والضرب من أهاليها أو زوجها أو غيره وتستمر في حالة الاستسلام، وعدم القدرة على مغادرة هذا الشخص رغم ما تعانيه معه مثل: الزوجة التي تتعرض للضرب من قبل زوجها، والأم التي يتم التعامل معها من أبنائها بطريقة غير آدمية بعد أن كبروا، والبنت التي تتعرض للإهانة من قِبل خطيبها ولا تقدر على فسخ الخطوبة بحجة الحب، والسبب المشترك بين كل هؤلاء هو محاولتهم للمعايشة أو ما نعرفه الآن باسم (متلازمة ستوكهولم).

 

كيف يمكن العلاج من متلازمة ستوكهولم؟

يمكنك مساعدة الشخص الذي تظهر لديه أعراض هذه المتلازمة عرضه على أخصائي نفسي، حيث يقوم بمساعدته على تخطي هذه التجربة التي عاشها من قبل من خلال برنامج خاص به ومناسب لكل حالة.

احجز موعدك الآن