fbpx

احجز موعدك الآن

شائعات حول الأدوية النفسية

شائعات حول الأدوية النفسية
نحن في زمن أصبح فيه الاكتئاب، واضطرابات القلق وغيرهما من الأمراض النفسية وباءً عالميًا، ولذلك فلم يعد الحصول على حد أدنى من المعلومات الطبية الصحيحة عن تلك الأمراض وعلاجها من باب الرفاهية، إنما واجب لا ينبغي التقصير فيه، ولكن للأسف تواجهنا العديد من الأفكار الخاطئة الشائعة عن الأمراض النفسية والأدوية التي يكتبها الطبيب النفسي للمريض لابد من القضاء عليها، وتصحيحها، وهناك صورة نمطية عن الأطباء لدى البعض مفادها أن أي مريض عندما يخرج من أي عيادة نفسية يجب أن يخرج بالعديد من الأدوية، ولكن الحقيقة أنها ليست قاعدة  تسري على كل شخص، فلكل حالة تفاصيلها واحتياجاتها المختلفة.

أهم الشائعات المنتشرة حول الأدوية النفسية هي
:

1. الأدوية النفسية لا تؤتى ثمارها وفعاليتها.

الحقيقة التي تدعمها الأدلة والمشاهدات الواقعية من المختصين، أن الأدوية النفسية على اختلاف مجموعاتها، مثلها مثل غيرها من الأدوية، تختلف قوة تأثيرها العلاجي ونجاحها على حسب جودة التشخيص، مناسبة الدواء لحالة المريض، مدى التزام المريض، وكذلك شدة المرض، ومدى توافر العوامل المساعدة في إنجاح العلاج مثل دعم الأسرة والأصدقاء، والعلاجات الداعمة كالعلاج النفسي السلوكي.

2. الأدوية النفسية تسبب إدمان
.

إن أكثر ما يخيف المرضى النفسيين اعتقادهم أن الأدوية النفسية تسبب الإدمان، وهذا الاعتقاد غير دقيق فمعظم الأدوية المستخدمة في الطب النفسي لا تسبِب التعود أو الإدمان، ولكن هناك أدوية إذا استخدمت لفترات طويلة وبلا دواعي استعمال، وبدون استشارة طبيب مختص قد تسبب الإدمان، فبعض الاضطرابات النفسية المزمنة تستلزم أخذ الدواء لفترات طويلة، وقد تسوء الأعراض عند التوقف عن الدواء فترة، الأمر الذي يؤكد قناعة الإدمان لدى البعض، ولكن هذا ليس صحيحاً، إذ إن عودة الأعراض بعد ترك الدواء لا تعني أن المريض تعوَّد على الدواء ولا يستطيع التخلص منه، بل إن الاضطراب النفسي لديه مزمن ويتطلب علاجاً مزمناً، مثل احتياج المصاب بمرض السكري للدواء أو الإنسولين للحفاظ على مستوى السكر بالدم ضمن المعدل الطبيعي، وقد تتشابه بعض جوانب الأدوية النفسية مع العقاقير المخدرة، مثل أن بعض الحالات يضطر معها الطبيب إلى رفع تركيز الدواء بعد فترة، وذلك وفقًا لشدة الحالة وحاجتها للمزيد من الدواء، وليس بسبب ظاهرة التعود الإدمانية التي تسببها المخدرات.

3. من يأخذ الدواء النفسي هو شخص مصاب بالجنون.

على الرغم من أن تلك الفكرة بدأت تتضاءل في الأونة الأخيرة إلا أن مازال هناك بعض الناس يصدقون فكرة أن المرضى النفسيين الذين يأخذون الأدوية النفسية هم أشخاص مصابة بالجنون، وذلك بالتأكيد اعتقادًا ضاغطًا على المريض النفسي، ويكون سبب لعدم التزامه بالدواء أو زيارة العيادة النفسية، فإذا كان المجنون هو من فَقد بصيرته، واختلطت عليه الأمور، وانفصل عن الواقع، فمعظم الأمراض النفسية الشائعة كالاكتئاب والقلق والرهاب الاجتماعي لا تفعل هذا، بل قد يكون سببها هو عدم الوعي النفسي بمشاعره وبمن حوله، فليس كل من يتعاطى دواءً نفسيًّا هو فاقدًا للبصيرة وعلى حافة الجنون.

4. المداومة عليها إلى الأبد دون توقف.

ذلك ليس صحيحًا، حيث يمكن توقف الدواء تدريجيًا تحت إشراف الطبيب بعد مرور فترة كافية من العلاج من 3 إلى 6 أشهر من تحسن الأعراض، وقطع أشواط جيدة في العلاجات غير الدوائية أيضَا كالعلاج النفسي السلوكي، وتحسين البيئة الاجتماعية من حوله.

5. كل الأدوية النفسية لها آثار جانبية تزيد من شدة المرض.

يكاد لا يخلو دواء فعال في أي مجال من آثار جانبية غير مرغوب فيها، ولكنها تقل أهميتها أمام الفوائد العلاجية المرجوة، فالعلاجات النفسية ومضادات الاكتئاب بالفعل لها العديد من الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن، اضطرابات الجهاز الهضمي، بعض الاختلالات في الإثارة الجنسية وبعض الاضطرابات المزاجية، لكن لحسن الحظ فإن أكثر تلك الأعراض مؤقتة، وكذلك لا يشترط حدوثها للجميع، كما تتفاوت شدتها من شخص لآخر، والطبيب النفسي يقوم بالمتابعة مع المريض إلى أن يصل للدواء الأنسب والأقل في آثاره الجانبية بالنسبة لكل مريض.

6. أدوية الإكتئاب تسبب الإنتحار.

الانتحارهو أخطر مضاعفات مرض الاكتئاب، والهدف من مضادات الاكتئاب، هو حفظ حياة الملايين من مرضى الاكتئاب المعرضين لخطر الانتحار، ولكن بالفعل أظهرت نتائج بعض الدراسات أن تعاطي مضادات الاكتئاب قد يسبب زيادة طفيفة في الميل إلى الانتحار لدى المراهقين والشباب، ولكن في المقابل يوجد دراسات أخرى كبيرة تؤكد على الأثر الإيجابي للإستخدام الواسع لمضادات الاكتئاب في تقليل نسب الانتحار عن طريق السيطرة على الاكتئاب خاصةً بين السيدات.
في كل الأحوال يجب أخذ الأدوية النفسية عمومًا، ومضادات الاكتئاب خصوصًا تحت الإشراف المباشر لطبيب نفسي مختص مع ضرورة الاستشارة الفورية له في حالة ظهور أي أفكار انتحارية.

ويمكنك التواصل مع دكتور منى رضا استشاري الصحة النفسية من أجل صحة نفسية أكثر استقرارًا.

احجز موعدك الآن