تختلف طبيعة العلاقة الجنسية من شريك إلى الآخر، حيث يكون لكل فرد منظوره وفكره الخاص والمختلف، ولكن هناك بعض من الأشياء التي تكون مشتركة بين الرجال بفعل غريزتهم.
ولكن السؤال الذي نطرحه الآن هو كيف يؤثر الحب على العلاقة الجنسية وهذا يعتبر أحد التساؤلات التي تدور في أذهان الكثير من السيدات حول ما هي طبيعة تفكير الرجال في الجنس، هل الحب الحقيقي يتعارض مع الرغبة الجنسية، وما هو الفرق بين الحب والرغبة، وهل التفكير الجنسي بشخص معين يعني أن هذا الشخص يحمل المشاعر الحقيقية الواضحة لمن يفكر به أم أنه مجرد تفكير عابر سيأخذ وقته وينتهي وهل الجنس هو مجرد روتين في العلاقة الزوجية ومن الطبيعي أن يخلو من الحب يكن له مشاعر حقيقية أم أنها مجرد حاجة جسدية عابرة.
كيف يؤثر الحب في الجنس؟
الجنس جزء مهم وأساسي من العلاقة الزوجية، كذلك ممارسة الجنس في العلاقة الزوجية بانتظام تساهم في تعزيز الترابط العاطفي بين الزوجين، فالتعزيز لتلك الرابطة لا يكون نابعًا من الجسد فقط بل يكون أيضاً نابع من الرغبة في الانفتاح في العلاقة مع شريك الحياة والتواصل معه بشكل متحضر و إيجابي.
على الرغم من أن الرغبة عند الرجال تكون جسدية أكثر، بسبب امتلاك الذكور نسبة كبيرة جدًا من هرمون التستوستيرون، الذي يشكل لديهم الرغبة في ممارسة الجنس وكذلك حدوث الانتصاب وتلك هي الطبيعة التي فطرهم الله بها، ولكن بالرغم من ذلك فهناك الكثير من الرجال يرغبون في ممارسة الجنس بهدف التعبير عن حبهم وتقبلهم للطرف الآخر.
من الطبيعي أن يشعر الشريكين بعمق العواطف بينهم وكذلك يقع الأمر على الزوجة أيضاً وليس الزوج فقط، ولك العبء الأكبر يقع على الرجال لأنه غالبًا ما يتم توجيه التهمة لهم بأنهم يفكرون في الجنس لمجرد الجنس فقط، وفي مقابل ذلك هناك النسبة قليلة من الرجال ينظرون إلى الجنس بأنه خطوة غاية في الأهمية في العلاقة الزوجية المستقرة وطويلة الأمد.
وذلك لأن الجنس يعتبر أحد الوسائل التي تجعل الشريكين يشعرون بالرضا تجاه بعضهم البعض ويقوم عليه جانب من التفاهم والمودة واحترام الطرف الثاني، وفي المقابل فإن التعامل مع الجنس على أنه أمر روتيني يؤدى لوجود شعور سيء وهو الانفصال العاطفي.
ما هي دوافع ممارسة الجنس؟
هناك بعض الدوافع التي تجعل كلاً من الرجال والنساء لديهم رغبة في ممارسة الجنس، وقد قام علماء النفس بتقسيم تلك الدوافع إلى أربع أنواع أساسية؟
➢ الدوافع الجسدية: وهي شعور الشخص بالانجذاب جنسياً تجاه شريك حياته رغبةً منه في تخفيف شعوره بالتوتر، أو بهدف الشعور بالمتعة، وتلك الأمور هي حاجات جسدية خارجة عن إرادته.
➢ الدوافع الاجتماعية: والتي تظهر في رغبة الشريكين في إنجاب طفل، أو تكوين حياة زوجية أسرية وتحسين الحالة الاجتماعية.
➢ الدوافع العاطفية: وبالطبع هي الرغبة في ممارسة الجنس بسبب شعور الشخص بالحب والبقاء مع شريك حياته، والتزامه معه في علاقة مستقرة وطويلة الأمد يعيشونها سوياً.
➢ الدوافع الشخصية: الرغبة في ممارسة الجنس للشعور باحترام الذات والثقة بالنفس، أو لتلبية احتياجات شريك الحياة كنوع من الشعور بالواجب تجاهه.
الجنس هو ممارسة الحب وليس مجرد القيام بحركات ميكانيكية لإشباع الرغبة الداخلية ولذلك فإن التداخل بينه وبين المشاعر الإنسانية التي يحملها الشريكين يجب أن يكون قائم طوال الوقت وإذا فُقد تواجد ذلك التداخل يجب أن يبذل الشريكين جهودهم لإعادة إحيائه من جديد , لأنه حين تنفصل تلك المشاعر عن بعضها البعض تفقد العلاقة الجنسية أبعادها الوجدانية والروحية والإنسانية وفي ذلك الوقت تصبح العلاقة الزوجية تحت خطر التجمد وفقدانها المسار الصحيح.
استشر طبيباً
يقدم أطباء النفس الحلول لمثل تلك المشكلات النفسية من اضطرابات وصعوبة في إدارة العلاقة الزوجية لذا لا تتردد أنت وشريكك في استشارة الطبيب النفسي وتلقى العلاج سواء الدوائي أو النفسي، الاستشارة ليست أمر يدعو للخجل أو الشعور بالحرج بل هي طريقة لمساعدتكم على إعادة الشعور بالحب مرة أخرى وتفهم كلاً منكم لذاته ولرغبات شريكه الآخر، يمكنكم استشارة دكتورة منى على رضا حول مشكلاتكم الزوجية وكيفية التعامل معها لتساعدكم في الوصول لأفضل الحلول وإزالة الحواجز التي قد تهدد علاقتكم.