هناك العديد من العلاقات الزوجية التي تم بنائها وتأسيسها دون وجود الحب، يعتقد البعض أن هذا النوع
من العلاقات قصير المدى ولا يستمر طويلاً لأن الحب هو أحد أهم العوامل التي تبنى عليها العلاقة والحياة الزوجية فكيف تكون تسير تلك العلاقة التي تخلو من المشاعر الضرورية؟
نعتقد نحن أن تلك العلاقة تكون مقتصرة على الأمور المتعلقة بالأسرة بشكل عام كذلك يسودها التفاهم والاحترام بين الطرفين ويمارسان الحياة الزوجية لكونها شيء أساسي بدون ان يعشق كل من الزوجين بعضهما البعض.
يمكننا تشبيه الحياة الزوجية بدون حب كالحياة بدون أساسياتها مثل الماء والهواء، فالحب هو الذي يؤدي لاستمرارية الحياة الزوجية ويجعل التسامح يسود العلاقة وهو سبب انهاء الخلافات وغيره من أمور الحياة
الحب عامل أساسي للزواج وهنا يمكننا أن نطرح سؤالاً..
من أكثر الأمور صعوبة هو أن يعيش الإنسان حياته دون أن يجرب مشاعر الحب الحقيقية وما يعكسه الحب عليه من أعراض جسدية ونفسية، فالحب هو عملية معقدة متداخلة من المشاعر من فرح وسرور وبالطبع ما يظهره من أعراض جسدية لا يستطيع المرء كبحها أو كبتها مثل اللهفة و الشوق و الخوف والغيرة، الشغف لرؤية من يحب، ضربات القلب المتزايدة المصحوبة بالشعور بالخفة والانجذاب، ولكن ليس من الضروري لكل من يشعر بهذه المشاعر بخطوات تجاه الطرف الآخر
فالحب هو ما ينشر تسامحه وانسجامه على العلاقة الزوجية مهما كثرت المشاكل والخلافات، حيث تختلف علاقة زواج قائمة على الحب عن تلك العلاقة التقليدية التي قد تحتاج لوجود الحب ليشفع الشريكان لبعضهما بعض الهفوات والخلافات.
وإن كنت تقرأ هذا المقال فمن المتوقع أنه يدور في ذهنك تساؤل حول هل يأتي الحب
بعد الزواج؟
في بعض الحالات يمكننا القول بأن الحب ليس ضروري قبل الزواج، وأن هناك اختلاف
جوهري بين علاقة الحب وعلاقة الزواج التقليدي، ولكن ما يجب أن نؤكد عليه هو أن الشعور بالحب أحد الأشياء الأساسية لمعظمنا، فـ جميعنا نود أن نجد من يكن لنا المشاعر
ويهتم لأجلنا.
الحب عامل أساسي للزواج ولنعود للأمر مرة أخرى حول أن ربما يأتي الحب بعد الزواج، وربما لا، ولكن الأهم
هو التفاصيل الأساسية داخل العلاقة، وهناك ما أجمع عليه الأغلبية العظمي وهو أن الحب ذو الشرارة الصاعقة والمشاعر المفرطة ليس من السهل أن نصل إليه بعد الزواج وقد يحتاج لبذل المجهود من كلا الطرفين، وهناك الحب العميق الهادئ ويكون حب حقيقي
من السهل أن يأتي بعد الزواج سواء كان زواج تقليدياً أو قائماً على الحب.
وما يميز الزواج عن حب هو تقوية العلاقة بمرور الوقت فإن لم يكن الزوجان متفاهمين لطبيعة الحب وحقيقته سيواجهان انخفاض قوة الحب وبرود المشاعر التدريجي بكثير من القلق في مرحلة مبكرة، لأن ذلك سيكون سبباً لبناء الأوهام الكاذبة قبل الزواج، في حين آخر يكون الزواج واقعياً أكثر وصادماً لغيرهم.
وإن لم يوجد الحب في العلاقة بين الزوجين ستكون المهمة أكثر صعوبة بالفعل ولن يتنازل أي من الشريكين للآخر لإسعاده أو لحل خلاف بينهما ولذلك تسود الأنانية وتفضيل المصلحة بينهما. ويفكر كلاً منهما بنفسه قبل الآخر.
الحب عامل أساسي للزواج هل يعتبر الزواج بدون حب فاشل؟
ربما يكون العيب الأكبر في الزواج من غير حب هو الرغبة بالحب ذو الرومانسية لأحد الطرفين أو كليهما، فبحث الإنسان عن الحب قد يعميه عن الحب الحقيقي العميق، لذلك نجد أن الزواج الذي يقوم على تعارف جاد وصريح في غياب المشاعر القوية لديه فرص نجاح أكبر من الزواج دون حب ودون تعارف، والزواج الذي يحصل في ذروة الحب قد يصطدم بالواقع وطبيعة تبدل المشاعر، وخير الأمور أن يكون بين الزوجين محبة ولديهما معرفة واقعية لمشاعرهم ليساعدهم الأمر على استمرار الحب بعد الزواج ونموه، وتطوره إلى الحب العميق.
في النهاية نود توضيح أن الحياة الزوجية ليست عشقا وحبا وهياما فحسب، بل هناك عوامل أخرى ضرورية للغاية تقوم عليها مثلا الاحترام المتبادل ، ومراعاة المصلحة ، وتربية الأبناء ، إضافة إلى عامل المودة ، وهذا ما يجعل بعض الأزواج يضطرون للبقاء مع زوجة لا يشعرون نحوها بالمحبة، ويكو الاستمرار فقط لحسن خلقها ، أو لوجود أطفال بينهما ، وكذلك قد تضطر الزوجة إلى البقاء مع زوج لا تحبه ذلك الحب ، إما لحسن خلقه ، أو لوجود أطفال بينهما.
إن كنت علاقتكم تمر بالفتور والجفاف فلا بأس باستشارة طبيب نفسي متخصص في العلاقات الزوجية فقد يساعدكم في اكتشاف جوانب يجهلها كلا منكم عن الآخر قد تكون ثمارها هي وجود الحب والمشاعر المفقودين منذ زمن