الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة (PTSD) هو اضطراب نفسي ينشأ عند الأشخاص الذين يتعرضون لتجارب صادمة أو مؤلمة قد يشمل ذلك الأحداث مثل الحوادث القاسية، الكوارث الطبيعية، الحروب، الاعتداءات الجنسية، الاعتداءات الجسدية، فقدان أحبة، وتجارب عنف أخرى كما يتميز الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة بظهور أعراض متنوعة تشمل القلق، والاكتئاب، والذكريات المؤلمة المتكررة، والكوابيس، والانفعالات المفرطة، والانزعاج الشديد، والتجنب الشديد للمواقف التي تذكرهم بالحادثة المؤلمة.
الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة
يعاني الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب النفسي بعد الصدمة من تأثيرات سلبية على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية والعمل كما يمكن أن يكون لهذا الاضطراب تأثير كبير على الصحة العقلية والجسدية للفرد، وقد يصاحبه اضطرابات النوم، والصداع المتكرر، ومشاكل التركيز، والغضب المفرط.
يعد فهم أسباب وعلاج الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة أمرًا حيويًا لمساعدة الأفراد المتأثرين. يتضمن العلاج الناجح الأساليب المعتمدة على الأدلة مثل العلاج النفسي والعلاج الدوائي، إلى جانب الدعم الاجتماعي والتدخل المبكر. تهدف هذه الأساليب إلى تقديم الدعم اللازم وتعزيز قدرة الأشخاص على التعامل مع الصدمة والتعافي منها.
ما هي أعراض الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة؟
أعراض الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة تشمل مجموعة متنوعة من الأعراض التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. يمكن أن تشمل هذه الأعراض:
الذكريات المؤلمة المتكررة
يمكن للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة أن يعانوا من ذكريات متكررة للحدث الصادم. يمكن أن تتجلى هذه الذكريات على شكل صور مفزعة، أفكار متكررة تتعلق بالحدث، أو رؤى مؤلمة.
الكوابيس
قد يعاني المصابون من كوابيس متكررة تتعلق بالحادثة المؤلمة. تكون الكوابيس غالبًا مصحوبة بشعور بالخوف والهلع، وقد تؤدي إلى اضطراب النوم والاستيقاظ المفاجئ.
الانفعالات المفرطة
يعاني المصابون بـالاضطراب النفسي ما بعد الصدمة من انفعالات شديدة ومفرطة. يمكن أن يشمل ذلك الاضطراب العصبي، والغضب المبالغ فيه، والقلق المستمر، والاكتئاب.
التجنب المفرط
يحاول الأشخاص الذين تجنب أي شيء يذكرهم بالحدث الصادم. يمكن أن يشمل ذلك تجنب الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي قد تثير ذكريات المأساة.
اضطرابات النوم
يعاني الكثيرون من متلازمة صعوبة النوم، والكوابيس المزعجة، والاستيقاظ المفاجئ خلال الليل.
انخفاض المزاج
يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بـالاضطراب النفسي ما بعد الصدمة من انخفاض في المزاج، واكتئاب، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في الماضي.
كم يستمر الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة؟
مدة اضطراب ما بعد الصدمة تختلف من شخص لآخر. هناك أشخاص يعانون من أعراض مؤقتة تستمر لبضعة أشهر فقط، بينما يمكن يعاني الآخرون من الأعراض لسنوات عديدة. في العادة، يعتبر الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة مزمنًا إذا استمرت الأعراض لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر. مع ذلك، يجب ملاحظة أن العلاج المناسب والدعم النفسي يمكن أن يساعد في تحسين الأعراض وتقليل الانتشار الزمني للحالة. إذا كنت تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أو تشتبه في ذلك، من المهم أن تستشير طبيب نفسي متخصص ومؤهل لتقييم حالتك وتقديم العلاج الملائم.
ما الذي يسبب اضطراب ما بعد الصدمة
يعاني بعض الأشخاص من اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة تعرضهم لصدمة قوية مثل حدوث حادث خطير كما يمكن أن يحدث بسبب تعرضهم لاعتداء جسدي أو جنسي أو فقدان أشخاص مقربين.
يمكن أن يظهر اضطراب ما بعد الصدمة على الفور بعد الحدث المؤلم كما يمكن أن يستغرق وقتًا قبل ظهوره بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.
يُقدر أن حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص يعانون من تجربة مؤلمة يتعرضون لاضطراب ما بعد الصدمة، ولكن لا يوجد تفسير دقيق لسبب إصابة بعض الأشخاص بهذا الاضطراب دون غيرهم. بالإضافة إلى أنها تسبب إزعاجًا شديدًا.
فإن الأعراض تؤثر على قدرة الشخص على مواصلة حياته اليومية وأداء واجباته العملية والاجتماعية. أيضًا يساعد العلاج في التعامل مع الأعراض ويمكن للأشخاص المصابين أن يستعيدوا حياتهم ويعودوا للمضي قدمًا.
يمكنك ايضا معرفة ما هو اضطراب ثنائي القطب
والتعرف علي أخطر أنواع الأمراض النفسية
هل يمكن علاج الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة
نعم، يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة. فهناك العديد من العلاجات والأساليب المختلفة التي يمكن استخدامها لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. قد تشمل العلاجات المشتركة:
العلاج النفسي
يستخدم العلاج النفسي المعروف بالعلاج المعرفي السلوكي على نطاق واسع في علاج الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة. يهدف العلاج النفسي إلى مساعدة الأشخاص على التعرف على أنماط التفكير السلبية وتغييرها، وتعلم مهارات التحكم في القلق والتواصل الفعال. يمكن أن يشمل العلاج المعرفي السلوكي تقنيات مثل التعرض المقابل (Exposure Therapy)، حيث يتعرض الشخص تدريجيًا لمواقف أو ذكريات تثير القلق لديه، وتكنيات إعادة التشكيل العقلي (Cognitive Restructuring) لتغيير الأفكار السلبية المرتبطة بالحدث الصادم.
الدعم النفسي والاجتماعي
يمكن أن يكون الدعم النفسي والاجتماعي جزءًا هامًا من علاج PTSD. يشمل ذلك الحصول على الدعم والتعاطف من الأصدقاء والعائلة، والانضمام إلى مجموعات دعم الندوات حيث يمكن للأشخاص المصابين بـ PTSD تبادل الخبرات والمشاعر مع الآخرين الذين يعانون من نفس الحالة، والعمل مع مستشار نفسي أو أخصائي نفسي للحصول على الدعم والارشادات.
العلاج بالرغبة السريعة (Eye Movement Desensitization and Reprocessing – EMDR)
يعتبر EMDR أحد العلاجات المستخدمة لعلاج PTSD. يشمل العلاج استخدام حركات العين أو الاستفادة من مصادر حسية أخرى مثل اللمس أو الصوت أثناء إعادة تجربة الذكريات المؤلمة. تهدف هذه الطريقة إلى تخفيف القلق والتوتر المرتبط بالذكريات الصادمة وتعزيز التعافي النفسي.
تعرف علي كل ما يخص ما هو الانهيار العصبي
الأدوية
قد يقوم الأطباء بوصف الأدوية في بعض الحالات للمساعدة في إدارة الأعراض المرتبطة بـالاضطراب النفسي ما بعد الصدمة مثل القلق والاكتئاب. قد يتم استخدم مثبطات انتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRI) مثل السيتالوبرام والسيرترالين، أو مضادات الذهان النمطية مثل الريسبيريدون في بعض الحالات.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة التحدث مع طبيب نفسي متخصص لتقييم حالتهم وتوجيههم إلى العلاج الأنسب. ويجب أن يتم تنفيذ العلاج بالتعاون مع فريق متعدد التخصصات، بما في ذلك الأطباء والمعالجين النفسيين والمستشارين والأخصائيين الاجتماعيين.
من المهم أن يتم توفير الدعم الشامل للأشخاص المصابين بـالاضطراب النفسي ما بعد الصدمة، بما في ذلك الرعاية الذاتية الجيدة والنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام. يمكن أن تكون التقنيات الاسترخائية مثل التأمل والتنفس العميق واليوغا مفيدة أيضًا في إدارة القلق والتوتر.
تواصل مع دكتور منى رضا الآن لضمان صحة نفسية جيدًا.