يتساءل الكثير حول ما الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي وغالبًا ما يتم استخدام مصطلحي الاضطراب النفسي والمرض النفسي بشكل متبادل، لكنهما في الواقع مفهومان مختلفان في العديد من الجوانب سواء كان من حيث الأنواع والأعراض وطرق العلاج، حيث يتم كل ذلك بناءً على تشخيص الطبيب النفسي المعالج. في هذا المقال سنتناول معًا العديد من الجوانب المختلفة عن ما الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي.
كيف نفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي
الاضطراب النفسي
هو نمط غير طبيعي من الأفكار أو المشاعر أو السلوكيات التي تسبب ضيقًا ملحوظًا أو ضعفًا في الأداء. يمكن أن يكون مؤقتًا أو مزمنًا، ويؤثر على قدرة الشخص على العمل أو الدراسة أو إقامة علاقات.
المرض النفسي
هو حالة طبية محددة لها أعراض ومسار محدد. يمكن تشخيصها من قبل أخصائي الصحة العقلية، وعادة ما يتم علاجها بالأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما.
هذين المصطلحين ليسوا متميزين تمامًا. لكن يمكن أن يكون للاضطراب النفسي بعض خصائص المرض النفسي، والعكس صحيح. في النهاية، يعتمد التمييز بينهما على تقييم أخصائي الصحة العقلية.
ما هي الأسباب الشائعة للاضطرابات النفسية؟
يوجد العديد من الأسباب الشائعة للاضطرابات النفسية لكنها معقدة و متعددة العوامل. ،حيث تشمل بعض هذه العوامل الأكثر شيوعًا ما يلي:
العوامل الوراثية:
تلعب الجينات دورًا في الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية، لكنها لا تسببها بمفردها. إذا كان لديك أفراد من العائلة يعانون من اضطراب نفسي، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة به أيضًا.
الكيمياء الدماغية:
يمكن أن تؤدي الاختلافات في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية. يمكن أن تتأثر هذه الاختلافات بالعوامل الوراثية أو التجارب المبكرة في الحياة أو غيرها من العوامل.
التجارب المبكرة في الحياة:
يمكن أن تلعب الأحداث السلبية في مرحلة الطفولة، مثل الاعتداء أو الإهمال، دورًا في تطوير الاضطرابات النفسية في وقت لاحق من الحياة.
العوامل النفسية:
يمكن أن تؤدي أنماط التفكير والسلوك غير الصحية إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية أو تفاقمها.
العوامل الاجتماعية:
يمكن أن تؤدي العوامل الاجتماعية، مثل الفقر أو التمييز أو العنف، إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية.
العوامل البيئية:
يمكن أن تلعب العوامل البيئية، مثل التعرض للمواد السامة أو إصابات الدماغ، دورًا في الإصابة بالاضطرابات النفسية.
من المهم ملاحظة أن هذه مجرد بعض من العوامل العديدة التي يمكن أن تساهم في الإصابة بالاضطرابات النفسية. يمكن أن يختلف سبب الاضطراب الخاص بك اعتمادًا على العوامل الفردية الخاصة بك.
تعرف علي الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال
ما هي أعراض الاضطرابات النفسية؟
هناك أنواعًا مختلفة من الاضطرابات النفسية، ولكل نوع أعراضه الخاصة. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر في حالة وجود اضطراب نفسي، ولكن يجب الانتباه إلى أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر:
التغيرات في المزاج:
مثل الاكتئاب، والقلق، والغضب المفرط، والعصبية الزائدة، والتقلبات المشددة في المزاج.
التغيرات في السلوك والعمل:
مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة، وانعدام القدرة على التركيز، والانسحاب الاجتماعي، والعزلة، وتغيرات في النوم والشهية، وتقليل الأداء الوظيفي.
التفكير والانتباه:
مثل القلق المفرط، والتشتت، والتذمر المستمر، والأفكار السلبية المستمرة، والصعوبة في اتخاذ القرارات.
الأعراض الجسدية:
مثل الألم المستمر وغير المبرر، والشعور بالتعب المستمر، والشعور بالتوتر العضلي، والاضطرابات الهضمية.
الأفكار والسلوكيات الغير عادية:
مثل الأفكار الانتحارية، والتصرفات العدائية، والتعاطي المفرط للمخدرات أو الكحول.
ما هي أنواع الاضطرابات النفسية؟
يتم تصنيف الاضطرابات النفسية إلى فئات رئيسية تشمل:
- اضطرابات المزاج:
- الاكتئاب: يتميز الاكتئاب بمزاج حزين أو انخفاض في الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها الشخص في الماضي، مصحوبًا بأعراض جسدية ونفسية أخرى.
- اضطراب ثنائي القطب: يتميز اضطراب ثنائي القطب بتقلبات مزاجية حادة بين الهوس والاكتئاب.
- اضطرابات القلق:
- اضطراب القلق المعمم: يتميز اضطراب القلق المعمم بالقلق والتوتر المفرطين دون سبب واضح.
- اضطراب الهلع: يتميز اضطراب الهلع بنوبات مفاجئة من الخوف الشديد مصحوبة بأعراض جسدية مثل سرعة ضربات القلب وضيق التنفس.
- الرهاب: يتميز الرهاب بخوف شديد من موقف أو شيء محدد، مثل المرتفعات أو العناكب.
- اضطراب الوسواس القهري: يتميز اضطراب الوسواس القهري بأفكار وسواسية وسلوكيات قهرية متكررة.
- اضطرابات الشخصية:
- اضطراب الشخصية الحدية: يتميز اضطراب الشخصية الحدية بتقلبات مزاجية حادة، وسلوكيات محفوفة بالمخاطر، وصعوبة في العلاقات.
- اضطراب الشخصية النرجسية: يتميز اضطراب الشخصية النرجسية بشعور مبالغ فيه بأهمية الذات، والحاجة إلى الإعجاب، ونقص التعاطف مع الآخرين.
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: يتميز اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بسلوكيات قاسية ومتلاعبة ومتجاهلة لحقوق الآخرين.
- اضطرابات الذهان:
- الفصام: يتميز الفصام بفقدان الاتصال بالواقع، بما في ذلك الهلوسة والأوهام.
- اضطراب الهذيان: يتميز اضطراب الهذيان بأفكار خاطئة ثابتة غير قابلة للتغيير، غالبًا ما تكون ذات طبيعة غريبة أو غير منطقية.
- اضطرابات الأكل:
- فقدان الشهية العصبي: يتميز فقدان الشهية العصبي بخوف شديد من زيادة الوزن وصورة مشوهة للجسم، مما يؤدي إلى تقييد السعرات الحرارية بشكل كبير.
- الشره القهري: يتميز الشره القهري بنوبات متكررة من الأكل بنهم، والشعور بفقدان السيطرة أثناء الأكل، وسلوكيات تعويضية غير مناسبة مثل التطهير أو التقيؤ الذاتي.
- اضطراب الشراهة القهري: يتميز اضطراب الشراهة القهري بنوبات متكررة من الأكل بنهم، والشعور بفقدان السيطرة أثناء الأكل، وسلوكيات تعويضية غير مناسبة مثل التطهير أو التقيؤ الذاتي، لكن دون أن تصل شدته إلى معايير فقدان الشهية العصبي.
- اضطرابات التطور العصبي:
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: يتميز اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بفرط النشاط، وصعوبة في التركيز، و سلوكيات متهورة.
- التوحد الطيفي: يتميز التوحد الطيفي بصعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وسلوكيات مقيدة ومتكررة.
هل اضطراب الشخصية يعتبر مرض نفسي؟
تصنف اضطرابات الشخصية ضمن اضطرابات الصحة العقلية، وتتميز بأنماط ثابتة ودائمة في طريقة تفكير الشخص و شعوره و تصرفه، مما يؤدي إلى صعوبات كبيرة في حياته وعلاقاته مع الآخرين.
تشمل بعض أعراض اضطرابات الشخصية ما يلي:
أنماط تفكير مشوهة: قد يكون لدى الشخص معتقدات غير واقعية أو سلبية عن نفسه أو عن الآخرين.
مشاعر مكثفة وغير مستقرة: قد يعاني الشخص من تقلبات مزاجية حادة أو صعوبة في التحكم في مشاعره.
سلوكيات متهورة أو مدمرة: قد ينخرط الشخص في سلوكيات خطيرة أو ضارة بنفسه أو بالآخرين.
صعوبات في العلاقات: قد يجد الشخص صعوبة في تكوين أو الحفاظ على علاقات صحية مع الآخرين.
ما هي طرق علاج الاضطراب النفسي والمرض النفسي؟
هناك عدة طرق لعلاج الاضطرابات النفسية والأمراض النفسية، وتختلف الطريقة المناسبة وفقًا لنوع وشدة المرض واحتياجات الفرد. ومن بين الطرق الشائعة لعلاجها:
العلاج الدوائي: يتضمن استخدام الأدوية الموصوفة من قبل أطباء الصحة النفسية، مثل المضادات الاكتئابية، ومضادات القلق، ومضادات الذهان، ومثبطات الاضطرابات ثنائية القطب. تعتمد العلاجات الدوائية على احتياجات المريض واستجابته للأدوية المختلفة.
العلاج النفسي: يتضمن العديد من الأساليب والتقنيات التي تستهدف تغيير السلوك والتفكير والتعامل مع العواطف. من بين الأساليب الشائعة للعلاج النفسي تشمل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الديناميكي، والعلاج المعرفي-السلوكي، والعلاج العائلي، والعلاج الجمعي.
الدعم الاجتماعي: يمكن أن يكون للدعم الاجتماعي دور هام في علاج الاضطرابات النفسية. يشمل ذلك الحصول على الدعم من أفراد العائلة والأصدقاء، والانخراط في مجموعات الدعم، والتواصل مع المجتمع المحلي.
التدخل العلاجي المجتمعي: يشمل توفير الدعم والخدمات الصحية النفسية في المجتمع، مثل المراكز الصحية النفسية والمراكز التأهيلية والمنظمات غير الحكومية التي تعمل في مجال الصحة النفسية.
الرعاية الذاتية: تشمل العناية بالنفس وممارسة الرياضة وتنظيم نمط الحياة والتغذية الصحية والنوم الجيد. قد تكون هذه العوامل مساعدة في تحسين الصحة النفسية.
يجب أن يتم تقييم وتشخيص الحالة من قبل أطباء الصحة النفسية المؤهلين لتحديد الخطة العلاجية المناسبة. حيث قد يتطلب العلاج النفسي الطويل الأمد والدعم المستمر للتعامل مع الاضطرابات والأمراض النفسية.
إذا كنت تعاني من أي اضطراب نفسي أو مرض نفسي، فلا تتردد في طلب المساعدة حيث يمكنك التواصل الآن مع دكتور منى رضا الطبيب النفسي و احجز استشارتك مع فريق طبي متخصص على أعلى مستوى.
