الساعة البيولوجية وتأثيرها على الصحة النفسية
هو أمر له أهمية عظمى؛ ليس فقط لتأثيرها الكبير على الصحة الجسدية، بل لأن هذا التأثير في بعض الأحيان يمتد للصحة النفسية، وهذا ما سيجعلنا نتحدث في تلك المقالة عن العلاقة بين ارتباط خلل للجسم وحدوث الاضطرابات النفسية المزاجية، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.
كيف تؤثر على المزاج؟
للساعة البيولوجية الموجودة داخلنا دور في شعورنا بالصعود تجاه الحالة المزاجية أو الانهيار والتشتت. كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات العاطفية الموسمية قد يحتاجون إلى تغيير إيقاعات ساعتهم البيولوجية.
وتعد اضطرابات النوم ، سواء النوم بشكل كثير مبالغ فيه أو النوم لفترات قليلة جدًا، أحد الأعراض الرئيسية للاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى.
ما العلاقة بين الساعة البيولوجية والحالة المزاجية؟
العلاقة بين إيقاعات الجسم والمزاج تعتبر علاقة معقدة ، ومن المتضح أن يكون لها علاقة بالمركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ البشري فيما يتعلق بدورة الصباح والمساء وعلى مدار العام حيث تصبح الأيام أطول وأقصر.
وقد ارتبط إيقاع الساعة البيولوجية فيما يخص الصحة العقلية بحالات مرضية مثل الزهايمر وحتى اضطراب طيف التوحد، وأكدت بعض الدراسات أن النظام اليومي المضطرب يمكن أن يكون مؤشر قوي لتطور ضعف الإدراك الخفيف الذي يأتي مع تقدم العمر ، وحتى الخرف.
الساعة البيولوجية والاكتئاب
هناك الكثير من الدلائل على العلاقة بين مشاكل المزاج والإيقاع اليومي من خلال دراسات أجريت في المجال ، كذلك الذين تكون فترات نومهم غير متزامنة مع إيقاعهم اليومي.
وما أظهرته دراسات متعددة هو زيادة انتشار الاكتئاب بين من يكونوا متيقظين نوبات ليلية فقد أجري بحث على هؤلاء الأشخاص وأثبت أن حوالي 40٪ منهم عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يمارسون أنشطة حياتهم في النهار.
وعلى العكس من ذلك ، فإن اضطرابات الإيقاع الخاص الساعة البيولوجية تكون شائعة عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب ، والذين غالبًا ما يعانون من تغيرات في نمط نومهم ، وإيقاعات هرموناتهم ، وكذلك إيقاعات درجة حرارة الجسم.
وتتشابه أعراض الاكتئاب أيضًا مع إيقاع الساعة البيولوجية ، حيث يعاني بعض الأشخاص من أعراض أكثر حدة في الصباح و ترتبط شدة اكتئاب الشخص بدرجة الاختلال بين الدورات اليومية ودورات النوم.
هناك العديد من العلاجات الناجحة للاكتئاب المرتبط بالتغيير في الساعة البيولوجية، بما في ذلك العلاج بالضوء الساطع ، وعلاج اليقظة ، وعلاج النظم الشخصية والاجتماعية بشكل مباشر على إيقاعات الساعة البيولوجية، يمكنك مناقشة ذلك مع طبيبك لتحديد أيهما يناسب لحالتك والعمل على وضع خطة العلاج
الساعة البيولوجية والقلق
قد يؤدي اختلال الساعة البيولوجية والإيقاع اليومي أيضًا إلى إثارة القلق. فيتسبب في الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار مما يؤدي بدوره إلى الضيق ويؤثر على قدرة الفرد على العمل بشكل طبيعي.
كذلك يغير السفر وقت البيئة الخارجية بحيث لم يعد متزامنًا مع الساعة الداخلية ويعطل النوم ،وهذا ما يجعل اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية منتشر بشكل أكبر لدى المسافرين فهم يعانون من درجات عالية من القلق والاكتئاب.
الاضطرابات العاطفية الموسمية والساعة البيولوجية
في الاضطراب العاطفي الموسمي ، يشعر الناس بالإحباط والاكتئاب في أشهر الشتاء أو الصيف ويعتقد الباحثون أن هذا يرجع إلى التغيرات في إيقاعات الساعة البيولوجية نتيجة للتغيرات الموسمية في طول ضوء النهار أو العكس.
يشعر الأشخاص المصابون بالاضطراب العاطفي الموسمي بتحسن في استخدام ضوء الصباح لإعادة تنظيم إيقاعهم اليومي مع دورة النوم والاستيقاظ.
كيف يمكنني تغيير نظام أو نوع ساعتي البيولوجية؟
لا توجد طريقة لتغيير نوع الساعة البيولوجية الخاصة بك نظرًا لأنها قد تكون أحد العوامل الوراثية لديك وعلى الرغم من وجود بعض التغييرات الطبيعية التي تحدث خلال فترة حياتك فعلى سبيل المثال ، تميل مراحل نومنا اليومية إلى التحول خلال فترة المراهقة وتتقدم في وقت مبكر مع تقدمنا في العمر.
ولكن ما قد يساعدك هو استشارة الطبيب النفسي فبدوره ومن خلال دراسته وخبرته سيقدم لك النصائح والخطوات التي يجب عليك اتباعها حتى تتمكن من ضبط ساعتك البيولوجية وعدم السماح لها بالتأثير على أنماط حياتك خاصة من الجانب العاطفي أو في حالة أنها تسببت لك في بعض الاضطرابات مثل الاكتئاب أو القلق سيساعدك الطبيب في تجاوز ذلك.
قم باستشارة دكتورة منى علي رضا..سنقدم لك أفضل الخطط والبرامج العلاجية التي ستساعدك في التعافي خلال رحلة قصيرة