الذكاء العاطفي…دكتور منى رضا تجيب عن الأسئلة الشائعة حول أهمية الوعي العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم عواطف النفس وعواطف الآخرين وإدارتها بطرق إيجابية لتخفيف التوتر والتواصل بصورة فعَّالة مع الآخرين، والتغلُّب على التحديات والصراعات، كما يساعد الذكاء العاطفي على بناء علاقات اجتماعية قوية، وتحقيق الأهداف المهنية والشخصية، قد يساعد أيضاً على التواصل مع النفس وتحويل النوايا إلى أفعال، واتِّخاذ قرارات صحيحة في الحياه دكتور منى رضا تجيب عن أهم الأسئلة التي تدور حول الذكاء العاطفي وأهميته وكيف يمكن اكتسابه؟
ما أهمية الحصول على الوعي العاطفي من خلال تسمية المشاعر؟
في بعض الأحيان لا نعرف بالضبط ما نشعر به أو ليس لدينا الكلمات لوصف ذلك، مما يجعل تسمية مشاعرنا أمرًا صعبًا،أحيانا يكون أصعب ما يواجهه الإنسان هى تسمية المشاعر التي يمر بها الآن، فقد تختلط المشاعر وتبقى لفترة طويلة تلازم الإنسان، تنتظر منه أن ينتبه لها ثم يتعامل معها، فمجرد تسمية مشاعرك الحالية يشعرك بالراحة والإطمئنان فقد وضعت يدك على مصدر الألم، وعرفت ماهيته وإسمه وسببه، وذلك يساعدك على معرفة كيفية التعامل معه بعد أن تقر بوجوده وتسمح لنفسك بالإندماج فيه وعدم نكرانه
كيف يمكن اكتساب مهارة الذكاء العاطفي؟
يمكن اكتساب مهارة الذكاء العاطفي من خلال إدراك مشاعر الآخرين سواء كان زملاء العمل او الزوجة والأبناء للإحساس بما يشعر به الآخر، وهذا هو مفتاح التواصل معهم بفعالية، ومن ثم تكوين علاقات قوية معهم، وللتتمتع بمهارة الذكاء العاطفي يجب أن يكون لدى الشخص وعي ذاتي بمشاعره ونقاط قوته وضعفه، مما يؤدي إلى التحكم في تصرفاته وأفعاله، والشخص الذي يمتلك الذكاء العاطفي تكون لديه بعض المهارات الإجتماعية مثل الإصغاء والتواصل والإقناع، لتكوين شبكة من العلاقات الجيدة، وأيضَا إدراك المشاعر السلبية التي تساعده في التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة.
كيف يمكن أن تساعد الكتابة التعبيرية في فهم المشاعر؟
الكتابة تجعلك تعبر عن ذاتك بطريقة صحية وتطرح الأفكار السلبية التي تمر بها، مما يساعدك على الحفاظ على هويتك الإيجابية وإعادة بنائها، كما أن الكتابة أثناء التوتر تساعدك على تحديد سبب توترك أو على الأقل الكشف عن مشاعرك السلبية تجاه أمرما، فيساعدك على تجاوزه، فالكتابة تساعد على توضيح الأفكار والمشاعر؛ حيث أثبتت الدراسات أن الكتابة تساعد في الحد من التوتر والقلق الذي بدوره يتسبب في أمراض جسدية خطيرة، كما أنها تحميك من كبت مشاعرك وتساعدك في التعبير عنها بشكل صحي
ما هو الابتزاز العاطفي؟
الابتزاز العاطفي هو أن نقوم بعمل شيء غير مناسب لنا لإرضاء شخص ما، لعدم رغبتنا في إساءة علاقتنا معه، ولأن ممارس الابتزاز العاطفي غالبًا يكون قريبًا من الشخص الذي يمارس عليه الابتزاز ويعرف جيدًا تأثيره على الشخص الآخر، فيختار بدقة الوسيلة التي تجعل الشخص الأضعف يوافق على طلباته ويخضع لها غالبًا يكون الشخص المبتز متأكدًا من تأثيره ولا يتوقع رفض طلبه بأي شكل من الأشكال، ومن نماذج الابتزاز العاطفي المنتشرة بين الأطفال؛ الابتزاز في مقابل الصحبة أو اللعب، بمعنى أن يقوم طفل أو مجموعة من الأطفال بفرض طلبات معينة على طفل آخر، كالتحكم في ممتلكاته وأدواته في مقابل صحبتهم أو اللعب معهم وتهديده بالعزل الاجتماعي أو البقاء بمفرده دون صحبة في حالة رفضه
كيف يمكن التعامل مع جلد الذات الدائم خاصة في ظل التطور السريع للحياة؟
جلد الذات هو اللوم الدائم للنفس، ومراجعتها في كل صغيرة وكبيرة، واتهام النفس بالتقصير، وعدم إعطاء النفس حقها ومحاولة الوصول إلى المثالية التي لن يصل لها أحد أبدًا، ولجلد الذات أثرًا سلبيًا كبيرًا؛ حيث يُفقِد الشخص ثقته بنفسه ويُشعره أنه مهما عمل سيكون مقصرًا، فيدخل في دائرة مفرغة لا يخرج منها ومن مضاعفاتها، فعلى كل من يعاني من جلد الذات تقبل عيوبه وحياته، لأن تقبل الذات هو أولى خطوات النجاة من الغرق في جلد الذات ومحاولة التعامل مع الآخرين بصورة حقيقية وليس مثالية، لإن تقبل العيوب والسماح للآخرين برؤية الأجزاء الأقل مثالية، يتيح التواصل بشكل أعمق بتقبل مع عيوب الآخرين وحياتهم أيضَا، وعليك أن تحيط نفسك بالأشخاص الإيجابية والبعد عن الأشخاص السلبية، والأهم هو زيارة الطبيب النفسي ليساعدك في عيش حياة مستقرة للتخلص من جلد الذات
كيف يمكن مواجهة الخوف الدائم من الشعور بالفشل والبقاء في منطقة الراحة؟
أحد أكثر الأسباب التي تمنعنا من تحقيق أهدافنا والحصول على ما نريد هو أننا نميل إلى الركون للراحة وللروتين المعتاد الذي نعيشه، أو ما يسمى بمنطقة الراحة، وهي حالة يشعر فيها المرء بالأمان أو بالراحة، وتعبيرعن الرفض للتغير، مع كل ما يحمله من مصاعب وتعب وتحديات، وربما ألم أيضا، والحقيقة أن منطقة الراحة ليس لها علاقة بالراحة بل هي شعور بالخوف من خوض التجارب الجديدة، فيجب كسر منطقة الراحة و الخروج منها لتعلم كيفية الاستمتاع بالحياة، وتكون في تطور دائم في الحياة فهذا النمط من التغيير قد يأخذ وقت ولكن عليك أن تتأنى وتأخذ خطوات بسيطة للتعرف على مخاوفك، وكن واضحًا بشأن ما تريد التغلب عليه، وأنظر للفشل على أنه فرصة جديدة للتعلم
يمكنك التواصل مع دكتور منى رضا استشاري الصحة النفسية للاستفسارعن كافة الأمور النفسية