الأمراض و الإضطرابات النفسية…تجيب د.منى رضا على الأسئلة الشائعة حول المشكلات النفسية
في ظل الضغوط الإجتماعية و الإضطرابات النفسية التي نشهدها في عصرنا الحالي بالإضافة إلى التغيرات والمستجدات التي تحدث في الآونة الأخيرة، أصبحت الإضطرابات النفسية منتشره و الحاجة إلى الطبيب النفسي تتزايد بشكل كبير، باعتباره حلاً للأزمات الناتجة عن تلك الضغوط، وفضلًا عن أهميته الكبيرة كأحد الأسلحة المهمة في مكافحة العديد من السلوكيات السلبية كالتنمر والتحرش، وغيرها. فأصبح العلاج النفسي أمرًا هامًا يحتاج إليه الأفراد في كل شرائح المجتمع ومجالاته، وذلك من أجل علاج بعض المشكلات النفسية، والرقي بمستويات الصحة النفسية إلى الأفضل مما يعمل على رقى الأفراد والمجتمعات في التعامل مع المشكلات، فيحققون النجاح المطلوب في شتى المجالات. دكتور منى رضا استشارى الطب النفسي تجيب عن الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الأمراض النفسية والاضطرابات النفسية وكيف يمكن حماية أنفسنا من الإصابة بها؟
متي يذهب الشخص للطبيب النفسي؟ عندما يجد نفسه لا يستطيع القيام بأبسط المهام اليومية، وما كان يستمتع به لم يعد يستمتع به الآن، أو أن تظهر عليه اضطرابات سلوكية غير معتادة لفترة طويلة، أو حدوث اضطراب في حالته المزاجية لفترة طويلة كالقلق أو التوتر أو عندما يبدأ التفكير في التخلص من حياته وقيامه ببعض الأساليب الانتحارية.
هل يمكن الذهاب إلى اللايف كوتش بدلًا من الطبيب النفسي؟ اللايف كوتش ليس بديلًا للطبيب النفسي، فالطبيب النفسي طبيب درس في كلية الطب كل ما هو متعلق بالطب النفسي والأدوية، والطبيب النفسي يقوم بالتركيز على الماضي ومشاكل المريض العقلية، الإضطرابات النفسية، السلوكية أو غيرها ومن ثم التشخيص وتقديم علاج طبي إذا دعت الحاجة، أما الكوتش يركز علي الحاضر ونموه وليس علي الماضي ومشاكله، ولا يتعامل مع المشاكل النفسية او العقلية او السلوكية بمختلف أنواعها إنما يتعامل مع شخص يواجه مجموعة من التحديات في الحياة ويريد أن يديرها بطريقه أكثر فعالية، أو شخص يريد أن يتخذ قرار أو اختيار ما في حياته ويحتاج للمساعدة.
هل يوجد فرق بين الإضطرابات النفسية والأمراض النفسية؟ المرض النفسي هو مجموعة أعراض معينة تظهر على المريض بعد فتره زمنية محددة و لوجود أعراض مستمرة تؤدي إلي خسائر وخلل في وظيفه الشخص من طالب يذاكر، أم ترعي بيتها وأولادها، لعاملة في عملها، وقد تؤدي إلى ظهور عدد من التغيرات الواضحة بمسار حياته ونمط التفاعل مع الأشخاص، تتسبب في عدم القدرة على التكيف مع الأجواء ويتميز المرض النفسي باستبصار المريض له بمعنى أنه يدرك تمامًا معاناته، أما الاضطراب النفسي هو مجموعة سمات وصفات ثابتة تظهر على الفرد منذ صغر سنه إثر الظروف البيئية التي نشأ بها وأثرت بدورها في ظهور هذه الصفات، وتأخذ في التطور والتبلور حتى مرحلتي المراهقة وبداية البلوغ وتصير جزء لا يتجزأ من قناعات الفرد وعادةً ما يصعب تغيير هذه الصفات مهما واجه من مصاعب، ولا يستبصر صاحب الاضطراب النفسي بوجود أي مشكلة بحياته.
هل يوجد علاقة بين الأمراض العضوية والأمراض النفسية؟ يوجد علاقة وثيقة بين الأمراض النفسية والأمراض العضوية، فالجسد والنفس يشكلان وحدة متكاملة داخل جسم الإنسانفيؤثركلمنهماعلىالآخر، حيث يمكن أن تظهرتغيراتوأعراضجسديةعديدةبسبب التعرض لمرضنفسيما، فقد تقل مناعة الجسم جدًّا عند الإصابة بمرض عضوي مع حالة نفسية سيئة، كذلك قد تزيد الأمراض العضوية بتزايد المرض النفسي، كذلك جزء كبير جدًّا من المشكلات النفسية و الأمراض النفسجسمانية تنشأ من المرض النفسي فتسبب أعراضًا جسدية كأنها مرض وهي في الحقيقة ليست مرضًا؛ مثل القولون العصبي وآلام الظهر والرقبة، فقد يلجأ الشخص إلى الطبيب ويجري الفحوصات والتحاليل، وفي النهاية يكتشف أنه مرض نفسي.
ما الفرق بين الاكتئاب كمرض نفسي والحزن كشعور؟ الحزن هو مشاعر قصيرة المدى ومؤقتة قد تصيب الإنسان من وقت لآخر، وتتلاشى بعد مرور فترة قصيرة من الوقت، كما يمكن أن يتخلل أوقات الحزن بعض من لحظات الفرح والضحك على عكس مرض الاكتئاب، وعادةً ما يصاب الإنسان بالحزن جراء تعرضه لموقف معين مؤلم، وتعدّ تلك ردة فعل طبيعية وصحية للإنسان، ولا يؤثر ذلك على حياته بل يمضي قدمًا في حياته ويمارس أعماله اليومية بشكل طبيعي حتى في حال الشعور الشديد بالحزن، أما الاكتئاب هو مرض نفسي تتميز أعراضه بأنها ثابتة ولا تتغير بل تكون أسوأ في بعض الأحيان، ولا يكون له أي سبب واضح ولا يستطيع الإنسان ربط الشعور بموقف أو حادث معين، والشخص المصاب بالاكتئاب يجد صعوبة شديدة في الذهاب إلى العمل أو ممارسة أي أعمال يومية، وكأن الحياة تتوقف بشكل مفاجئ.
ما هي النصائح التي يمكن إتباعها لنكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية؟ التعامل مع النفس بلطف واحترام، وتجنب النقد الذاتي، و القيام بقضاء وقت كافي مع أفراد الأسرة الداعمين والأصدقاء الإيجابية والبعد عن الأشخاص السلبية، وللحماية من الأمراض النفسية يجب التعامل بطريقة مختلفة مع المشاعر السلبية، والأهم هو طلب المساعدة النفسية من المتخصصين عند الشعور بعدم القدرة على التعامل مع الأمور بصورة صحية وجيدة.