هل تؤثر الفروق الطبقية على العلاقات العاطفية؟
يعتبر الزواج هو مؤسسة اجتماعية، قد تكون معرضة للنجاح أو للفشل، مثله كـ غيره من المشروعات الحياتية، وبالطبع فإن استمرار العلاقة الزوجية يحتاج إلى بعض عوامل للنجاح كأي علاقة إنسانية متشابكة في أي مجتمع. هناك بعض المقاييس التي يستدل بها على الزواج الناجح، ومن ضمن تلك المقاييس هو تأثير اختلاف الطبقة الاجتماعية على العلاقة الزوجية
ففي الكثير من الأحيان قد يؤدي اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين إلى وجود حالة من عدم التفاهم، والتوافق بينهم بشكل عام من حيث طريقة التفكير والعيش والتفاهم، فاختلاف الطبقة الاجتماعية له أثر كبير على رؤية كل منهم للآخر ونمط حياته، وعلى تفكيره، وكذلك ردود أفعاله. قبل الخوض في الكثير من التفاصيل يجب أن نطرح سؤالا بشكل أولي وهو:
هل الحب قادرعلى تجاوز الفروق بين الطرفين؟
قضية التفاوت في المستوى الاجتماعي أو التعليمي بين الزوجين قضية مهمة تظهر بشكل متكرر بين الحين والآخر على الساحة وهناك أنواع أخرى من التفاوت تهدد الاستقرار الأسرى بين طرفي العلاقة الزوجية مثل التفاوت الاجتماعي.. والتفاوت العمري والتفاوت المادي، وهناك بعض الأشخاص الذين يعتقدون أن الحب الحقيقي والمشاعر قادرين على تخطي أي عقبات ويملآن أي فجوات ويلغيان أي اختلافات ويقضيان على أي تباعد في المستويات، اعتقادا من الأشخاص الذين يحبون بعضهما البعض أنهما لا يرغبان في أي شيء سوى العيش معاً مهما كانت الفروق.
و يبقي هنا السؤال: هل تؤثر الفروق الطبقية على العلاقات العاطفية؟
ولنتحدث بشكل جاد فإن الفروق الثقافية من الصعب تجاوزها ومن الصعب أن يبدأ حب بين اثنين بينهما اختلاف في الثقافات وإذا تم زواج في مثل تلك الحالة فإن فرصة فشله تكون عالية ويظهر ذلك أكثر في حين وجود اختلاف كبير في الهوية الاجتماعية أي أن الشخصين يكونان من مستويين اجتماعيين مختلفين وهذا ما يعرف بالاختلاف الطبقي، فلكل طبقة ثقافتها الخاصة ، وكل إنسان يتوحد مع طبقته الاجتماعية وهذا هو الإنسان السوي أما الإنسان الذى يحاول التجرد من طبقته الاجتماعية فإنه يعاني في حياته التي يرغب في تحويلها لمسار آخر وقد يصل الأمر معه لوجود عدم ثقة بالنفس.
إذا فإن معظم حالات عدم التوافق الزواجي وما يعقبها من تعاسة ومشاكل ترجع إلى وجود اختلافات و فروق ثقافية والتي لديها قدرة خارقة على تدمير الحياة الزوجية في اقصر وقت ممكن، أما الفروق التي لها علاقة بالمال أو السلطات فما هي إلا فروق لا يلتفت لها إلا من هم يهتمون بالمظاهر فقط.
ما الذي يدعم استمرار العلاقات الزوجية؟
حتى تستمر الحياة الزوجية وتنجح لابد من وجود تكافؤ، حيث إن آثار غياب التكافؤ أظهرت ازدياد معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة. وهذا النوع من التكافؤ يجب أن يتضمن المستوى الثقافي والتعليمي والاجتماعي، وفي بعض الأحيان من الضروري أن يكن هناك توافق في الجانب الاقتصادي.
ما هي عواقب اختلاف المستوى المادي بين الزوجين؟
قد يكون أحد الزوجين أكثر أو أقل ثراء من الآخر، وهذا الأمر ليس بمشكلة في حد ذاته، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن يكون كل من الزوجين ينتمي لطبقة مادية تختلف اختلاف تام عن الطبقة الأخرى مما يظهر الفروق بينهما.
والأصعب أن يكون الأمر مصحوب باختلاف المستوى الاجتماعي والثقافي، في تلك الحالة تكون نسبة التوافق والنجاح في تلك العلاقة أمراً صعباً للغاية وتحديًا كبيراً.
عواقب اختلاف العادات والتقاليد بين الزوجين
اختلاف العادات والتقاليد بين الزوجين، هو أمر يرجع إلى اختلاف الطبقات الاجتماعية بين الزوجين، أو الاختلاف الديني أو الاختلاف الجنسية، فالعادات والتقاليد تعتبر جزء من ثقافة المجتمع أي هي ما ينشأ عليها الفرد مع نمط حياته ومستواه الاجتماعي، وقد تختلف العادات والتقاليد بين طبقتين اجتماعيتين في بيئة واحدة ومجتمع وبلد واحدة نظراً لاختلاف المستوى الاجتماعي
ويقاس على تلك الأمور العديد من العادات والتقاليد التي قد تختلف بين الرجل والمرأة للأسباب السابق ذكرها، والتي قد تترك أثر كبير على العلاقة قد يصل بها حد الطلاق، والانفصال.
طلب الاستشارة
إن كنتما على حافة أبواب علاقة عاطفية ولاحظتما وجود اختلاف في المستوى الاجتماعي لكلا منكما أو أنه سيكون سبباً لوجود مشكلات في مستقبل علاقتكما، يمكنكم استشارة والتواصل مع الدكتور مني رضا .اخصائي طبيب نفسي وعلاقات زوجية حتى تقدم لكما النصائح التي ستساعد في استمرار تلك العلاقة، وكيفية التعامل مع المشكلات