العلاقات الإرتدادية
تتميز العلاقات في أول الأمر بالهدوء والحب، ولكن في بعض الأحيان ينتهي هذا الحب ويصبح الأمر صعبًا لا يمكن تحمله، ويكون الإنفصال من هذه العلاقة بمثابة التحرر والخروج من الألم النفسي، ولكن سرعان ما يتم الانفصال ويشعر أحد الطرفين بالفراغ والحنين إلى مشاعر الحب والدفء والاستقرار، فيقوم بتعويض هذه العلاقة بعلاقة أخرى بدون تفكير وتمحيص دقيق حول مدى جودة هذه العلاقة أو مدى مناسبة الطرف الآخر عن ذي قبل، وهذا ما يسمي بالعلاقة الإرتدادية أو Rebound Relationship
ما هي العلاقة الإرتدادية:
يعد الانفصال أو الطلاق من العلاقات الصعبة والمؤلمة التي يمكن أن يمر بها أحد والتي تؤدّي في الكثير من الأحيان إلى أمراض الاكتئاب وكثير من المشاعر السلبية الأخرى؛ حيث تختلف الطريقة التي نتعامل بها مع مشاعرنا باختلاف شخصياتنا، فالبعض يبتعد نهائياً عن المجتمع بينما يسعى البعض الآخر للدخول سريعًا في علاقات تعويضية لمساعدة أنفسهم على المضي قدماً وعدم الشعور بالوحدة بسبب غياب الشريك السابق ونسيانه في أقرب وقت ممكن، فالعلاقات الارتدادية هي التعويض السريع لعلاقة فاشلة بعلاقة عاطفية جديدة، وهي حالة يقفز فيها المرء مباشرة إلى علاقة عاطفية أخرى بعد فترة وجيزة من الانفصال وبدون قضاء وقت كافٍ للشفاء عاطفيًا من هذا الانفصال، يفتقر الشخص في حالة الارتداد إلى الاستقرار العاطفي المطلوب لبناء علاقة مزدهرة ويستخدم الشخص الذي يتعامل معه كمصدر إلهاء فتجارب العلاقات الارتدادية مليئة بالألم والندم والكثير من الاضطرابات العاطفية ورغم ذلك يمكن أن تنتهي بعض هذه العلاقات بالنجاح، إلا أن معظمها دائمًا يكون ضار ليس فقط للشريك المرتد ولكن أيضًا للشريك الجديد المطمئن.
دوافع الدخول في العلاقات الإرتدادية:
تتعدد أسباب الدخول في علاقة ارتدادية بعد الانفصال ومن أهم هذه الأسباب:
1. الخوف من الفراغ وهو يكون الهدف الأول والأساسي للدخول في علاقة ارتدادية، وبالتالي تكون علاقة مبنية على الملل والخوف من الوحدة وليست مشاعر الحب الحقيقية التي تصمد مع الوقت
2. علاجًا لألأمه وهروبًا من وحدته، بل محاولة منه لتعزيز ثقته بنفسه وإثبات قوته ورد اعتباره أمام الآخرين بكونه شخصًا لا يزال مرغوبا به.
3. قد يكون التورط في علاقة جديدة فور الانفصال رسالة ضمنية يوجهها لشريكه السابق، لإرسال شحنة مفعمة باللامبالاة، وتعزيز فكرة التجاوز والقدرة على البدأ من جديد برفقة شخص جديد ومنه اشعال نيران الغيرة في قلبه.
4. الانتقام من الشريك عن طريق البدأ في علاقة سريعة هو واحد من الأسباب الشائعة للهرولة إلى علاقة جديدة أيضَا.
علامات تدل على دخول الشخص في علاقة ارتدادية:
قد تظهر علامات على بعض الأشخاص تدل على وجودهم في علاقة ارتدادية ومن أهم هذه العلامات:
1. الانفصال والدخول في علاقة أخرى مباشرة: واحدة من أهم علامات وجود الشخص في علاقة ارتدادية هو الدخول بعلاقة مع شخص آخر مباشرة بعد الانفصال للاختباء من الحزن الناجم عن الانفصال دون منح الوقت الكافي لاستيعاب الانفصال، فيدخل الأشخاص المنفصلون في علاقة جديدة دون الاستعداد لها من أجل إلهاء أنفسهم عن مشاعر الحزن أو التفكير بالعلاقة السابقة.
2. مقارنة الشريك الجديد بالشريك السابق: تعد المقارنة المستمرة بالشريك السابق واحدة من الأمور المؤذية لطرفي العلاقة وتجعل الشخص دائمًا غير راضي عن العلاقة أو عما يفعله الشريك الجديد، وتجعل الشريك الجديد عليه دائمًا ضغط ليكون أفضل من الشريك القديم في كل التصرفات، وهذا يعد أكبر دليل على عدم الاستشفاء من العلاقة.
3. محاولة جعل الشريك السابق يشعر بالغيرة: إن الدخول بعلاقة جديدة من أجل جعل الشريك يشعر بالغيرة يدل على أن الشخص المنفصل ما زال يحمل مشاعر تجاه الشريك السابق، مما يجعل العلاقة الجديدة غير صحية لأنه يستخدم الشريك الجديد كأداة من أجل إغاظة الشريك السابق، وعندما يجد نفسه في كل تصرف أو فعل يقوم به يضع الشخص السابق أمامه وفي عقلة بشكل دائم.
4. المرور بالعديد من التغيرات المزاجية المفاجئة والتي لا يوجد لها سبب واضح، مثل الشعور بالحب والسعادة عندما يكون الشريك الجديد متواجد دائمًا، ولكن بمجرد أن يبتعد قليلا أو ينشغل يتم الشعور بالحزن الشديد وبلا سبب، فالمشكلة هنا رفض الاعتراف بالتعرض للجرح في الماضي ولم يتم تجاوزه بَعد، بل يتم التصرف على أن كل شيء على ما يرام وبخير، وفي نفس الوقت ينم الشعور بالضعف والخذلان في حالة تذكر العلاقة السابقة وهذه علامة مؤكدة بأن العلاقة الحالية هي ريباوند.
كيفية تجنب العلاقة الارتدادية:
بعد نهاية أية علاقة يجب أن نأخذ وقت كافي بمفردنا نفكر فيه في العلاقة السابقة، ونعيد تقييم العلاقات بمن حولنا، ونراجع أنفسنا فيما أهملنا في حياتنا اجتماعيًا وعمليا، وما الذي نحتاجه بالفعل في علاقتنا بمن حولنا وما هي الاحتياجات التي ترضينا، وما السبب الحقيقي من وراء نهاية العلاقة السابقة وأيضَا يجب التفكير في ما هي الأمور التي أحتاجها بالفعل في العلاقة الجديدة.
ومن أهم الأمور التي تساعدنا للوعي بوجودنا في علاقة غير سوية وتساعدنا على فهم أنفسنا واحتياجاتنا هو طلب المساعدة من طبيب نفسي واستشاري العلاقات الزوجية.
يمكنك التواصل مع دكتور منى رضا للاستشارات الزوجية والنفسية من أجل حياة زوجية سعيدة.