الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة
العلاقة الجنسية ليست مجرد علاقة جسدية هدفها ليس فقط التكاثر وحفظ النوع ، وإنما هي علاقة حميمية تهدف إلى التقارب و التفاهم والود، فلا يستثنى منها ذوي الاحتياجات الخاصة سواء الجسدية أو العقلية لأنهم يعانون من نظرة مجتمعية مما تتجاهل احتياجاتهم وحقوقهم الجنسية حيث تكونت صورة نمطية لا أساس لها من الصحة في أذهان البعض تحمل في طياتها أن النمو الجنسي لذوي الاحتياجات الخاصة يختلف عن الأشخاص العاديين وبالتالي تختلف الرغبات الجنسية بل أن البعض يضعهم في خانة اللا ناشطين جنسيًا.
هناك بالفعل فروق فردية من شخص لآخر مثلما تختلف القابلية الجنسية بين الأفراد العاديين ولكن في النمو الطبيعي والقدرة البيولوجية لا يختلف الأشخاص الطبيعيون عن ذوي الاحتياجات الخاصة.
والاستمتاع بعلاقة حميمية سواء للفرد العادي أو لذوي الإحتياجات الخاصة له فوائد عدة ومن هذه الفوائد:
1. تحسين أداء الجهاز المناعي
2. تحسين الرغبة الجنسية للحفاظ على حياة جنسية أفضل وأطول
3. تحسين التحكم بالمثانة عند المرأة
4.خفض ضغط الدم
5.تقلّل خطر النوبات القلبية وتخفف الشعور بالألم
6.تقلل احتمالية الإصابة بسرطان البروستات
7.تحسن النوم وتخفف الشعور بالإجهاد والقلق.
الخرافات الشائعة حول سلوكهم الجنسي
الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة مليئة بالتحديات والصعوبات، بسبب نظرة المجتمع الخاطئة تجاههم، واعتبارهم مجموعة واحدة الأمر الذي يخالف حقيقة تفرد كل منهم بتجربته الخاصة ومنظوره الخاص ومن أهم الخرافات الشائعة حول سلوكهم الجنسي:
1. ذوو الاحتياجات الخاصة أناس غير نشطاء جنسيًا
الحقيقة أن البشر جميعهم جنسيون بغض النظر عن الطريقة التي يعبرون بها عن سلوكهم الجنسي، فذوي الاحتياجات الخاصة سواء الجسدية أو العقلية قادرون على ممارسة الجنس بطرق متنوعة ولكن السينما والتليفزيون هم من رسخوا معتقد أن ذوي الاحتياجات الخاصة أناس غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم أو ممارسة الجنس
2. ذوو الاحتياجات الخاصة لا يمتلكون الجاذبية الجنسية
تسببت أفكار المجتمع في ترسيخ معتقد أن الجنس للشباب وعارضات الأزياء الجميلات وليس لغيرهم نصيب في الجنس مثلهم، ولكن الحقيقة أن العلاقة الجنسية تبنى على الود والمحبة والتفاهم وليست علاقة جسدية قائمة على شكل الجسد فحسب.
3.تتطلب ممارسة الجنس طرق معينة وما عداها يعتبر خطأ
هي واحدة من أكثر الخرافات انتشارًا على ممارسة الجنس، لأن ممارسة العلاقة الجنسية ليس لها قواعد محددة، وإنما على حسب احتياجات كل طرف في العلاقة وما يفضله
4. ذوو الاحتياجات الخاصة لديهم أشياء أهم بكثير من الجنس ليهتموا بها
يختلف تقييم كل منا للجنس، فهو بالنسبة للبعض أهم شيء في حياتهم وللبعض الآخر شيء تكميلي غير مهم، وعلى ذوي الاحتياجات الخاصة عدم الالتفات لهؤلاء الأشخاص الذين يقولون أن هنالك أمورًا شتى غير الجنس تستحق اهتمام ذوي الاحتياجات لأنها خرافة فلا يحق لأحد أن يملي عليك طريقة ترتيب أولوياتك.
5. ذوو الإعاقة يمكنهم إقامة علاقات عاطفية وجسدية فقط مع أشخاص يعانون من تحديات خاصة مثلهم
العلاقات العاطفية تتطلب مجهوداً كبيرًا من كلا الشريكين، إن كانوا يعانون من احتياجات خاصة أم لا، الإعاقة لا يترتب عليها عدم القدرة على عيش علاقات جنسية إيجابية في العلاقات مبنية على أساس الاحترام المتبادل، بالإضافة إلى الحب والتفاهم ورعاية كل من الشريكين للآخر، والحقيقة أن أحياناً ينظر المجتمع نظرة سلبية في حال رغب أحدهم الارتباط بشخص عنده إعاقة ما، ويحاولون زواج ذوي الاحتياجات الخاصة من بعضهم البعض، ولكن لا داعي لذلك إن كان كل طرف متقبل لنمط حياة الطرف الآخر، ومتفهم بمشاعر الطرف الآخر ومقتنع بقراره.
إذا كنت تواجه مشكلة ما سواء نفسية أو جنسية فلا تتردد في التواصل مع دكتور منى رضا استشاري الصحة النفسية والعلاقات الزوجية.