هناك كثير من الأشخاص يرغبون في لفت الأنظار إليهم اوأن يكونوا محط الانتباه، ويرغبون في الشعور بالاهتمام من الآخرين وأن يكونوا مقبولين اجتماعيَا، وهذه طبيعة وفطرة الإنسان، ولكن الغير طبيعي هو الهوس المرضي بلفت الأنظارعن طريق السلوك أو المظهر الخارجي، والشعور بعدم التقدير إذا لم يكونوا محط الأنظار ومركز الأضواء، ولذلك يلجأون إلى بعض التصرفات غير المقبولة اجتماعيًا، وغالبًا ما يكون لدى هؤلاء اضطراب في الشخصية يسمى اضطراب الشخصية الهستيرية.

ما هو اضطراب الشخصية الهستيرية أو التمثيلية:

اضطراب الشخصية الهستيرية هو اضطراب يبحث فيه الشخص باستمرار عن الاهتمام من الآخرين، ويشعر بالضيق وعدم الراحة حينما لا يكون محور الاهتمام ومحط انتباه الآخرين، وللحصول على الاهتمام يلجأ إلى كثير من التصرفات والسلوكيات الغريبة، فهو يهتم بشكل مفرط بالشكل الخارجي، والبحث المستمر عن اهتمام الآخرين والسعي لأن يكون محور أي نقاش دائر أو أي جلسة يتواجد بها.

ويتميز هذا الشخص به بأنه ذو تفكير عاطفي زائد مما يدفعه إلى إعطاء ردود أفعال عاطفية إزاء المواقف التي يتعرض لها ويمكن القول بأن ردود فعله تصل لدرجة الانفعال المفرط بالإضافة إلى مبالغته في توصيف المواقف التي يتعرض لها، فهذا الشخص يتسم بقلة الثقة في النفس، لذلك يحاول تعويضها عن طريق لفت انتباه الآخرين له عن طريق السلوكيات الغريبة مثل خلع الملابس أو التحدث بطريقة غريبة لافتة للنظر.

أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية:

تتعدد أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية او التمثيلية ومن أهمها:

1. التركيز على الذات و الحاجة للفت الانتباه والشعور بعدم الراحة إن لم يكن محط الأنظار في أى جلسة

2. السعي الدائم للشعور بالقبول من قِبل الآخرين

3. محاولة إظهار السلوك والملابس المغرية اللافتة للأنظار، واستخدام المظهر الجسدي للفت الانتباه

4. العاطفية الشديدة وتبدل سريع للمشاعر

5. يتأثرون بأراء الآخرين بسهولة شديدة والاقتناع السريع لوجهات نظرهم

6. تكون اهتمامتهم وحديثهم متمحور حول الذات فقط

7. الحساسية الشديدة للنقد

8. تبذير المال وتوجيه الجهود والطاقات لأجل كسب استحسان الناس

أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية:

لا يمكن تحديد السبب الرئيسي لاضطراب الشخصية التمثيلية أو الهستيرية ولكن أغلبها يكون بسبب عوامل جينية وعوامل لها علاقة بالطفولة، فمن أهم أسباب هذا الاضطراب:

عوامل جينية وراثية:

تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تكوين الشخصية الهستيرية كأن يكون أحد الأبوين أو أحد من الأقارب يعانون من اضطراب الشخصية التمثيلية وذلك يزيد من احتمالية إصابة أحد أفراد العائلة بذلك الاضطراب.

عوامل اجتماعية:

ترجع أسباب الإصابة بذلك الاضطراب إلى مرحلة الطفولة، مثل تعرّض الطفل لأساليب خاطئة في التربية، وصدمات قاسية واجهت الطفل في مرحلة طفولته و ترسخت في عقله الباطن، ولم يستطع التعامل معها، كحرمان الطفلة من حنان أمها، أو ملاحظة الطفل أن إخوته يتمتعون بحب أكثر منه، وهذا يدفعه إلى محاولة لفت الانتباه للحصول على الاهتمام من الآخرين لتعويض عدم اهتمام والديه به مما يؤدي إلى عدم ثقته في نفسه وعدم الشعور بتقبل ذاته إلا بعد مدح الآخرين فيه.

العوامل النفسية:

نتيجة الصراع الداخلي بين الغرائز والرغبات مع القيم ومعايير المجتمع الذي يكبح الرغبات، وهذا يؤدي للجوء إلى آليات دفاعية للهروب من الصراع النفسي من دون أن يدرك الشخص ذلك.

علاج اضطراب الشخصية الهستيرية:

أول طريق العلاج هو اقتناع الشخص المصاب بالاضطراب بأنه يحتاج للعلاج وأن هذا السلوك غير طبيعي، ويحتاج إلى متابعة خاصة، ومن الطرق الأكثر شيوعًا في علاج اضطراب الشخصية التمثيلية أو الهستيرية:

العلاج النفسي:

يعد العلاج النفسي هو الأكثر شيوعًا ونجاحًا في معالجة اضطراب الشخصية الهستيرية، فهو يهدف إلى خلق حوار ونقاش مع المضطرب يُمكنه من إدراك مرضه من خلال مناقشته بسلوكياته وحقيقة دوافعه وراء هذه السلوكيات، وهنا يجب على المعالج النفسي توجيه المريض اثناء الحديث حول كيفية تجنب تكريس كل جهوده في جذب انتباه الآخرين وإفهامه السبل الصحيحة للتقرب من الآخرين وإقامة علاقات اجتماعية صحية، وفي العلاج النفسي يتعرف الطبيب النفسي المعالج على خبرات الشخص وتاريخه المرضي، ويتحدث معه عن مشاعره وتجاربه وأفكاره، ونظرته إلى الحياة والآخرين

العلاج الدوائي:

يصف الطبيب النفسي المختص أدوية معينة لعلاج اضطراب الشخصية الهستيرية أو الأمراض التي قد ترافق ذلك الاضطراب مثل الاكتئاب أو القلق من خلال تحديد أدوية مضادة لهم، فهذه الأدوية تعمل على التخفيف من وطأة أعراض هذا الاضطراب.

يمكنك التواصل مع دكتور منى رضا لجميع الاستشارات النفسية من أجل حياة أكثر استقرارًا.