لحظات الفقد تعصف بأرواحنا فلا شك أن تجربة فقدان شخص عزيز هي من أصعب التجارب الإنسانية التي قد يضطر الكثير منا لخوضها عدة مرات في الحياة. و لكن ما يجعل هذا الفقدان مؤلماً بشكل خاص هو الحزن العميق والاشتياق الذي يسيطر على القلب ففي كثير من الأحيان، يظهر الحزن كالشعور الغالب، ولكنه قد يختبئ أحياناً خلف ستار من المشاعر الأخرى كالخوف، أو العجز، أو الغضب، حتى يصعب علينا فهم ما نشعر به بدقة، مما ينعكس على أفعالنا وقراراتنا، فقد يمتد الحزن، لكنه ليس سوى اختبار قاسٍ يساعدك على النمو النفسي ويذكرك أنه ليس نهاية المطاف؛
أساليب لتجاوز ألم فقد عزيز و العودة للحياة من جديد:
التعبير عن المشاعر
في مثل هذه المواقف نميل غالبًا للتظاهر بالقوة وكبت ما نشعر به، لكن الحقيقة هي أن التعبير عن الحزن بأي وسيلة سواء بالبكاء، أو الحديث مع الأهل والأصدقاء، أو حتى كتابتها على الورق يساهم في تخفيف ذلك العبء، ويجعل رحلة التعافي أسهل وأسرع.
تقبل المشاعر المختلفة
من الضروري أن نتفهم ونتقبل جميع المشاعر التي نمر بها، حتى وإن بدت تلك المشاعر غير منطقية، مثل الغضب أو الشعور بالذنب. فهذه الأحاسيس تشكل جزءًا طبيعيًا من عملية الشفاء، لذا يجب احتضانها دون الهروب منها.
الاعتراف بمرور الوقت
الألم لا يختفي فجأة، لكنه يتغير ويخف تدريجيًا بمرور الأيام. التحلي بالصبر وتقبل أن الشفاء يستغرق وقتًا هو أمر أساسي، حيث يتعامل كل شخص مع الحزن بطريقته الخاصة وفي وقته المناسب.
البحث عن الدعم
تجاوز المواقف الصعبة يمثل تحديًا كبيرًا على الفرد بذاته. ولذلك لا يوجد عيب في طلب المساعدة فخلق دائرة داعمة من الأهل والأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على مسيرتنا نحو التعافي. هؤلاء الأشخاص يمكنهم توفير الدعم العاطفي والمساندة التي نحتاجها في تلك اللحظات العصيبة وإذا لم تكن لديك هذه الدائرة المحيطة بك، فلا تتردد في اللجوء إلى الاستشاريين والمتخصصين الذين يمكنهم مساعدتك في التعامل مع مشاعرك. تذكر دائمًا أنك لست وحيدًا في هذا الطريق، فهناك من يفهم ويعطي الدعم في الأوقات الصعبة.
التركيز على الذكريات الجميلة
من أفضل ما يساعدنا على التخفيف من ألم الفقد هو استحضار اللحظات السعيدة التي جمعتنا بمن نحب، والامتنان لعيش تلك التجارب معهم. فتلك الذكريات تبقى شاهدًا على الحب الذي نحمله لهم، وتُذكّرنا بأن هذا الحب يترك أثرًا خالدًا لا يزول.
وضع أهداف جديدة في الحياة
أحيانًا يعتبر فقدان شخص عزيز بمثابة جرس إنذار يذكّرنا بما يجب تغييره في حياتنا. فهذا الفقد يُمكن أن يمنحنا فرصة جديدة للنمو النفسي والعاطفي، مما يساعدنا على تحديد أهداف جديدة واكتشاف المعنى الحقيقي للحياة.
ممارسة الأنشطة التي تعزز الشفاء النفسي
تعتبر تلك الخطوة مهمة جدًا فهناك العديد من الأنشطة التي تساعد على تفريغ طاقة الحزن والغضب وتعزز الاسترخاء والهدوء، مثل ممارسة الرياضة أو اليوجا، أو حتى المشي في الطبيعة. تلعب هذه الأنشطة دورًا فعالًا في التخلص من الأفكار السلبية، مما يمنحك الفرصة للابتعاد عن مشاعر الألم والتركيز على تحسين حالتك النفسية.
التصالح مع فكرة الفقد ليس بالأمر السهل؛ إذ يواجه الكثير منا صعوبة في تجاوز هذا الألم، وقد يقاومونه في محاولات لمعاندة القدرلكن علينا أن ندرك أن هذه المحاولات لن تجدي نفعًا، بل قد تجعل الأمور أكثر تعقيدًا.
كما يختلط مفهوم التعافي والتخطي لدى كثيرين بفكرة النسيان، بينما حقيقة الأمر هي أن التعافي يعني التصالح والقبول بالواقع مما يساعدنا على المضي قدمًا في حياتنا رغم ما نحمله من ألم لذا، يجب أن نسمح لهذا الألم بالزوال تدريجيًا مع مرور الوقت.
يمكنك الآن التواصل مع دكتورمنى رضا لضمان حياة نفسية أفضل!