الأضطرابات العصبية النفسية هي قضايا صحية شائعة في العصر الحديث، تؤثر على وظائف الجهاز العصبي وتتسبب في تغييرات في السلوك والمزاج والتفكير وتشمل مجموعة واسعة من الاضطرابات مثل الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، الأكل ونقص الانتباه وفرط النشاط، تؤثر هذه الاضطرابات على الحياة اليومية للأفراد وتحتاج إلى تشخيص وعلاج مناسب لذا التوعية والبحث العلمي يلعبان دورًا مهمًا في فهم وعلاج هذه الاضطرابات وتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بها وعائلاتهم
إن فهم الأضطرابات العصبية النفسية والتعامل معها يعد تحديًا هامًا في مجال الصحة النفسية والرعاية الصحية بشكل عام لذا يجب علينا العمل على زيادة الوعي والتثقيف حول هذه الاضطرابات، وتعزيز البحث العلمي والابتكار في مجال العلاج والدعم، ومن خلال تبني نهج شامل ومتعدد التخصصات يمكننا تحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بهذه الاضطرابات وتقديم الدعم اللازم لهم ولعائلاتهم.
في هذا المقال سنتعرف على ما هي الاضطرابات العصبية النفسية وأنواع الاضطرابات النفسية وعلاجها.
ما هي الاضطرابات العصبية النفسية؟
الكثير من الناس تتساءل وتبحث عن ما هو الاضطراب النفسي وخصوصًا الاضطرابات العصبية النفسية والحقيقة أنها مجموعة من الحالات التي تؤثر على الصحة العقلية والسلوكية للفرد حيث تشمل أنواع الاضطرابات النفسية عدة حالات مختلفة، من بينها:
اضطرابات المزاج (Mood Disorders): وهو نوع من أنواع الاضطربات النفسية يشمل:
الاكتئاب :
وهي حالة منخفضة المزاج والطاقة، والتي قد تتسبب في فقدان الاهتمام بالأشياء المعتادة والشعور باليأس.
اضطراب ثنائي القطب :
يتميز بتغيرات في المزاج تتراوح بين فترات من الاكتئاب الشديد إلى فترات من الهوس والنشاط الزائد.
اضطرابات القلق (Anxiety Disorders):
القلق العام:
يوجد فيها قلق مستمر ومفرط حول العديد من الأمور اليومية.
الهلع :
يتميز بحالات مفاجئة من الهلع والخوف الشديد مع أعراض جسدية مثل الخفقان وضيق التنفس.
اضطراب القلق الاجتماعي:
يتسبب في القلق والتوتر الشديد في المواقف الاجتماعية.
اضطراب ما بعد الصدمة :
يحدث بعد تجارب مؤلمة أو صدمات نفسية.
اضطرابات الأكل (Eating Disorders):
فرط الشهية :
يتمثل في تناول كميات كبيرة من الطعام في فترات قصيرة مع عدم القدرة على التحكم.
فقدان الشهية:
حالة تتسم برغبة شديدة في فقدان الوزن، مما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام بشكل مفرط.
الشهوانية :
ينطوي على فترات من تناول كميات كبيرة من الطعام مع إجراءات للتخلص منها مثل الاستفراغ.
اضطرابات النوم (Sleep Disorders):
الأرق :
صعوبة في النوم أو البقاء في نوم عميق لفترات طويلة.
النوم الزائد:
الشعور بالنعاس الزائد والحاجة المتكررة للنوم.
اضطراب النوم الليلي:
تجارب سلبية ومخيفة أثناء النوم.
اضطرابات السلوك والتطور (Behavioral and Developmental Disorders):
نقص الانتباه مع فرط النشاط :
صعوبة في التركيز والانتباه مع مستويات زائدة من النشاط والحركة.
اضطراب طيف التوحد:
يتسم بصعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
هذه بعض الأمثلة على الاضطرابات العصبية النفسية، وتتطلب كل حالة تقييمًا دقيقًا وعلاجًا ملائمًا بناءً على طبيعتها وشدتها وظروف الشخص المعني.
تتضمن العلاجات الشائعة للاضطرابات النفسية العلاج النفسي والدوائي، وفي بعض الحالات قد تكون العلاجات التكميلية مفيدة أيضًا.
أسباب الاضطرابات العصبية النفسية
يوجد العديد من الأسباب المحتملة للاضطرابات العصبية النفسية، وقد يكون لكل اضطراب نفسي أسبابه الخاصة ومع ذلك، هناك عوامل مشتركة قد تلعب دورًا في تطور هذه الاضطرابات النفسية.
وفيما يلي بعض الأسباب المحتملة للاضطرابات العصبية النفسية:
العوامل الوراثية:
يعتقد الباحثون أن هناك عناصر وراثية قد تساهم في الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية النفسية، مثل الاكتئاب واضطرابات القلق. قد يكون هناك ميل وراثي لتطور هذه الاضطرابات النفسية، ولكن الوراثة ليست العامل الوحيد المؤثر، فعوامل أخرى مثل البيئة والتجارب الحياتية تلعب أيضًا دورًا مهمًا.
التوتر النفسي والصدمات النفسية:
قد يكون التعرض للتوتر النفسي المستمر أو الصدمات النفسية الحادة عوامل مساهمة في تطور تلك الاضطرابات النفسية مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض للعنف أو الحوادث الصادمة وذلك قد يزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات العصبية.
التغيرات الكيميائية في المخ:
تشير الأبحاث إلى أن التغيرات الكيميائية في الدماغ قد تلعب دورًا في بعض الاضطرابات العصبية النفسية على سبيل المثال في حالة الاكتئاب، هناك عادة توازن كيميائي غير متوازن في الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والأدرينالين والدوبامين.
العوامل البيئية:
يمكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا في تطور الاضطرابات العصبية النفسية ومن بين هذه العوامل، الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، والتعرض للعنف أو الإساءة في الطفولة، والضغوط العملية والعلاقات العاطفية السامة.
العوامل العصبية والهرمونية:
تلعب التغيرات العصبية والهرمونية دورًا في بعض الاضطرابات العصبية النفسية على سبيل المثال، اضطرابات الهرمونات مثل اضطراب الغدة الدرقية قد تؤدي إلى تغيرات في المزاج والتفكير.
هذه الأسباب المشتركة للأمراض العصبية النفسية هي مجرد أساب عامة وقد تختلف تفاصيل وتأثير العوامل المذكورة بين الأفراد وبين مختلف الاضطرابات العصبية النفسية. قد يكون هناك أيضًا عوامل أخرى تسهم في تطور هذه الاضطرابات مثل التراث العائلي، والتوجهات الشخصية، والتجارب الحياتية الفردية. من المهم أن يتم تقييم ومعالجة الاضطرابات العصبية النفسية من خلال الاستشارات النفسية وبواسطة محترفي الأطباء النفسييين المؤهلين وفقًا للحالة الفردية لكل شخص.
علاج الاضطرابات العصبية النفسية
بعدما علمنا ما هو الاضطراب النفسي وأنواعه يجب معرفة طرق علاجه، علاج الاضطرابات العصبية النفسية يختلف اعتمادًا على نوع الاضطراب النفسي وشدته واحتياجات الفرد.
هناك عدة أساليب وطرق علاجية يمكن استخدامها، وقد يتم استخدام أكثر من نوع علاج لتحقيق أفضل النتائج وفيما يلي بعض الأساليب الشائعة لعلاج الاضطرابات العصبية النفسية:
العلاج النفسي
الذي يتم من خلال الاستشارات النفسية والتي تعتبر جزءًا أساسيًا من علاج الاضطرابات العصبية النفسية، وتهدف الاستشارات النفسية إلى تقديم الدعم النفسي والحلول الموجهة نحو تحسين الصحة العقلية والسلوكية للفرد.
العلاج الدوائي
يمكن أن يُستخدم العلاج الدوائي لعلاج بعض الاضطرابات العصبية النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، والاضطرابات النفسية الأخرى، يجب تحديد نوع الدواء وجرعته وفترة الاستخدام بناءً على تقييم طبي دقيق.
العلاج الجماعي
ينطوي على مشاركة المريض في جلسات علاجية جماعية مع مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب العصبي النفسي. يساعد العلاج الجماعي في توفير الدعم الاجتماعي وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في التعافي.
العلاجات الإضافية
يمكن استخدام العلاجات التكميلية مثل اليوجا، التأمل، التمارين الرياضية، والتغذية السليمة كجزء من خطة العلاج لدعم الصحة العامة وتحسين الصحة النفسية.
تقديم الدعم الاجتماعي
يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء والمجتمع مهمًا جدًا في عملية علاج الاضطرابات العصبية النفسية حيث يمكن أن يقدم الدعم العاطفي الضروري للشخص المتأثر.
التعليم والتوعية
يعتبر التعليم والتوعية حول الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الشخص وكيفية التعامل معه جزءًا هامًا من العلاج، حيث يمكن أن يساعد الشخص على فهم الحالة بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات للتعامل مع التحديات.
الاستنشارات النفسية تعد جزءًا أساسيًا من علاج الاضطرابات العصبية النفسية إذ تقدم الدعم النفسي والمشورة العاطفية التي يحتاجها الفرد لتحسين صحته العقلية والسلوكية
ولضمان صحة نفسية جيدة خالية من الأمراض النفسية أو الاضطرابات النفسية يمكنك الآن التواصل مع دكتور منى رضا الطبيب النفسي واحصل عى استشارتك مع فريق طبي متخصص على أعلى مستوى.