ممارسة الجنس هي الطريقة التي نعبر عن أنفسنا جنسيًا ونفسياً وذلك لأنها تتضمن المشاعر والرغبات والأفعال والهوية الحقيقية الموجودة بداخلنا، والتي تشتمل على العديد من الأمور المختلفة من اللمس أو التحفيز الجسدي، فالعلاقة الحميمة هي لحظات خاصة من الشعور بالتقارب والترابط بين الشريكين.
ومع التقدم في العمر والمرور بانتقالات الحياة يمكن أن يعطي ذلك فرصة لكبار السن لإعادة تعريف وتوضيح ما تعنيه لهم الحياة الجنسية والحميمية بصورة عامة، هناك البعض منهم يسعى إلى إقامة علاقة جنسية و حميمة ، والبعض الآخر قد يختار تجنب هذه الأنواع من العلاقات ولا تميل نفسه نحوها على الإطلاق.
كيف تتأثر الصحة الجنسية بالتقدم في العمر؟
في معظم الأحيان تتأثر الحياة الجنسية بالحالة العاطفية والجسدية للفرد مما قد يؤثر على شعوره جسديًا ويكون له تأثير على أي نشاط يمكنه القيام به وكيف يشعر عاطفياً.
كما يشعر العديد من الأزواج الذكور مع التقدم في العمر برضا أكبر عن حياتهم الجنسية مما كانوا عليه في مرحلة الشباب بسبب امتلائها بضغوطات الحياة ومصادر الإلهاء، لذا فإن مرحلة التقدم في العمر بالنسبة لهم هي مرحلة مليئة بالوقت والخصوصية.
وعلى العكس تماماً النساء، فالغالبية العظمى من السيدات تفقد رغبتها تجاه ممارسة الجنس مع التقدم في العمر بسبب العديد من الأمور والتغيرات الجسدية
لماذا تتغير الرغبة الجنسية والسلوك؟
بالنسبة للرجال فعندما ينخفض النشاط الجنسي أو يضعف عند كبار السن من الرجال يرجع ذلك إلى أسباب واضحة مثل :
● وجود أمراض مزمنه مثل ارتفاع ضغط الدم و السكري البولي و غيرها
● السمنه المفرطه خاصه في منطقه الخصر و التي توثر بالسلب علي مستويات هرمون الذكوره
● الأمراض النفسيه مثل القلق و الاكتئاب
● تناول أنواع من الأدوية
● صعوبة في الحفاظ على الانتصاب
● تدهور الحالة الصحية بصورة عامة
أما بالنسبة للأسباب التي تقلل من الرغبة عند السيدات:
● وجود أمراض مزمنه
● تناول بعض الأدوية لفترة طويلة والتي تؤثر سلباً علي القدرة الجنسية
● أهم وأشهر الأسباب هي التغيرات الهرمونية المرتبطة بانقطاع الطمث وهذه المرحلة العمرية ويترتب على ذلك:
1. يمكن أن يكون الجماع مؤلمًا
2. قد يكون اللمس مزعجًا أو مؤلمًا
3. غالبًا ما يستغرق الأمر وقتًا أطول للاستعداد لممارسة الجنس
4. قد تتأخر النشوة الجنسية
5. وجود الفتور داخل العلاقة وتغير طباع الشريك
وعلى الرغم من أن الاهتمام بالنشاط الجنسي قد يستمر مع التقدم في السن، إلا أن هناك فئة تميل إلى ممارسة الجماع بشكل أقل مع تقدمهم العمر و قد يكون السبب في ذلك بعض الأمراض والإعاقات ولكن يمكن حل تلك المشكلة عن طريق تجربة أوضاع مختلفة أثناء الجماع وذلك المقترح قد يحقق النجاح والاستمتاع مع بعض الأشخاص ويكون مقنعاً لهم وعلى الصعيد الآخر يمكن أن يكون هذا غير مقنع لبعض الناس.
كيفية التعامل مع الفروق في الرغبة الجنسية
الاختلافات في الرغبة الجنسية أمراً شائع بين الأزواج من جميع الأعمار وليس كبار السن فقط فيمكن أن يميل بعض الأزواج إلى نمط يبدأ فيه أحدهم الاتصال بينما يتجنبه الآخر.
لذا فإن كان أحد الطرفين تتجنب الجنس بشكل أساسي، يجب أن يفكر في تولي مسؤولية الطرف الآخر ومحاولة التحدث مع حول ما يشعر به أو يحتاج إليه.
وإن كنت قلقًا بشأن إيذاء مشاعر شريكك ، فعليك أن تختار عبارات رقيقة مراعية للمشاعر قادرة على إيصال ما تشعر به وكذلك حاول أن تفهم احتياجات ورغبات شريكك ويمكنكما معًا إيجاد طرق لتلبية احتياجاتكما سوياً.
كيف يمكننا حل المشكلة؟
إذا لم يجدي نقاشكم سوياً جدوى قد يكون من الجيد والمفيد مع معالج نفسي ، إما بمفردك أو بحضور شريكك، فيتمتع المعالجين النفسيين بالقدرة على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جنسية أو نفسية بصورة عامة، لذا في حال شعرت بتغيرات في موقف شريكك تجاه الجنس ، فلا تفترض أنه لم يعد مهتمًا بك أو بحياة جنسية نشطة معك و يمكن تصحيح العديد من الأشياء التي تسبب مشاكل جنسية مصاحبة للتقدم في السن.
وبالنسبة للسيدات إذا كنت تعانين من ألم بسبب جفاف المهبل، فيمكن أن يقترح عليك الأخصائي النفسي مواد مرطبة تحسن من الوضع وتجعل الجنس أكثر راحة ، فيمكن استخدام المرطبات بانتظام بمرور الوقت لتجديد الرطوبة وتقليل الجفاف، أما في حالة الرفض لأسباب نفسية فإن الحديث مع الطبيب سيساعدك في التحسن والوصول للحلول التي تعمل على إرضائك.
وقد يقترح أخصائي الرعاية الصحية على الذكور إحداث بعض التغييرات في نمط الحياة ، مثل الحد من التدخين أو زيادة النشاط البدني ، للمساعدة في تقليل الضعف الجنسي وعلاج نقص الرغبة الجنسية وقد يصف أنواع من الدواء التي ستساعدك أو قد يتم العلاج عن طريق الجلسات النفسية.
استشارة الطبيب النفسي حول المشكلات المتعلقة بالجنس ليست بأمر يدعوا للخجل أو التهرب بل ستساعدك في عيش حياتك بسعادة وستحقق الرضا لك ولشريكك كما أنها تتمتع بالسرية التامة والأمان والدعم الذي يحتاج إليه كل فرد منا.