إن إنهاء العلاقة العاطفية هو عملية مؤلمة على الجميع وتترك آثاراً عميقة يصعب على البعض أن يتخطاها وفي الدراسات التي تم نشرها وجد باحثون أن هناك نسبة كبيرة من الرجال والنساء الذين انفصلوا عن شركائهم ظهرت عليهم أعراض شبيهة بالاكتئاب ، حتى لو حدث الانفصال قبل فترة طويلة من سؤالهم عن حالتهم بعد الانفصال و رأيهم حول التداعيات العاطفية وبالطبع هذا ليس مفاجئًا.
فمن أكبر المشكلات التي تواجهك أنك قد بنيت حياتك حول هذا الشخص الذي هو شخصك المفضل لذا فهناك الكثير من النصائح التي تساعد في تجاوز الانفصال، تجعلك قادر على التغلب على ما تشعر به تجاه شخص تحبه وفقدته عن طريقك
فربما ينبغي عليك تخصيص بعض الوقت لنفسك ومنحها القيمة التي تستحقها، في بداية الأمر تبدو كل هذه الأشياء وكأنها ضغط بشكل قوي على جرح يؤلمك ، ولكن المحاولة لا تؤذي هي فقط تؤلمنا بعض الشيء ، لكن في حد ذاتها يمكنها فقط فعل الكثير.
ولذلك عليك أن تحاول النظر إلى الأشياء بشكل مختلف قليلاً أولاً فالحياة لا تنتهي بانفصالك عن من تحب.
لماذا يعتبر انتهاء العلاقات أمر مؤلم؟
تشكل العلاقات أساس و معنى كبير في حياتنا، وليس فقط العلاقات الشخصية ، بل الأمر يتضمن جميع أنواع العلاقة العاطفية حتى التي تربطك بعملك أو أقارب وأصدقاء.
لكن نظرًا لأن البشر يعتمدون كثيرًا على الحياة الاجتماعية للبقاء على قيد الحياة والازدهار وعيش الرفاهية ، فإن العلاقات تكون ذات معنى وتحمل قيماً كبيرة بين البشر.
هذا ما يجعل فقد وانتهاء العلاقة العاطفية ، خاصة تلك التي كانت مهمة جدًا ومحورية في حياة الفرد اليومية ، أمراً يصعب تحمله أو تجاوزه يجعل هذا الانفصال الفرد يعيش شعور كفقد جزء من نفسه وقد يفقد الثقة في جميع من حوله وهذا ما يجعل تلك الفترات من الصعب تجاوزها.
الشعور بالفراغ الذي نشعر به جميعًا عندما نفقد شخصًا نحبه هو في الواقع أشبه بافتقار الهوية يشبهه البعض بوجود فجوة في داخلهم ويصبح كل شيء فارغًا وخاليًا من أي غرض حقيقي ، وهناك بعض الأشخاص يبدأون في طرح تساؤلات غريبة في داخلهم مثل إذا كان هناك حقًا أي هدف للحياة على الإطلاق بعد أن أصبح الشريك غير موجود بها.
كيف يمكنك تخطي الانفصال؟
يجب عليك أن تستثمر في علاقتك مع نفسك فهناك نصيحة دائما لمن يمرون بتلك الفترة حول ما إذا كان يجب أن يخصصون بعض الوقت لأنفسهم لأن هذا يساعد في إعادة ترتيب الأفكار ويزيد من تقدير الفرد لنفسه ويساعده في إدراك أنه يستحق العيش في علاقة سوية تحقق له ما يحتاج إليه من راحة وسلام
وإن كنت من الأشخاص الذين يعيشون في علاقة سامة وتقرأ لتحصل على الحل الأفضل، فهذا هو الوقت المناسب لاستكشاف من أنت خارج تلك العلاقة.
التسرع في العثور على شخص ما لملء الفراغ دون معرفة ما تريده وما تحتاجه ما هو إلا كارثة متكررة في العلاقة.
في كثير من الأحيان، يكون النقص في الوعي حول احتياجات الفرد هو الذي يؤدي إلى انهيار العلاقة في المقام الأول ، لذا فإن أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو معرفة من أنت وما تحتاجه وكيفية تلبية هذه الاحتياجات ولكي تعرف ذلك حقًا ، عليك أن تكتشفه بنفسك وألا تتجاهل العلامات الحمراء التي تظهر في العلاقة.
تخطي الانفصال
إن الطريقة التي تتفاعل بها مع الانفصال هي طوق نجاتك ، ولا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للقيام بذلك ولكن يختلف الأمر من شخص لآخر حسب طريقة تقبل الحدث ، قد يحزن بعض الأشخاص في البداية ثم يتغلبون عليها ببطء ، بينما يفعل الآخرون العكس.
ربما تقوم بإلهاء نفسك لدرجة أنك لا تفكر في الأمر ، ثم يذكرك شيء ما بشريكك ويعيد لك الحزن مرة أخرى.
وإن كنت تشعر بأنك غير قادر على القيام بذلك بمفردك ولا تستطيع تجاوز تلك الفترة بالمشاعر السيئة التي تحيط بك يمكنك استشارة طبيب نفسي يساعدك في تخطي ذلك، فالمعالج هو شخص يخصص وقته وجهوده لمساعدتك على تخطي العقبات التي تمر بها وتجاوزها بسهولة دون أن تترك أي أثر في حياتك.
التشخيص
يتم تشخيص تلك الحالة تحت مسمى اكتئاب الانفصال، تكون كل هذه المشاعر طبيعية تمامًا بعد حدوث الانفصال ولكن إذا استمرت لفترة طويلة من الحزن أكثر من المتوقع ، فقد تكون علامة على تطور الأمر ويصبح أكثر خطورة فقد تؤدي أحداث الحياة مثل الانفصال أو الطلاق في بعض الأحيان إلى حالة من الضيق.
وقد أثبت أن فترة ما بعد الانفصال تشبه إلى حد كبير الاكتئاب السريري وتوصف المعاناة من الاكتئاب وأعراض أخرى بعد انتهاء العلاقات على أنها اضطراب في التكيف، لذا من المهم فهم العلامات والأعراض حتى تتمكن من العثور على المساعدة والدعم إذا كنت في حاجة إليها
ما هي علامات اكتئاب ما بعد الانفصال؟
● مشاعر اليأس أو العجز
● فقدان الوزن أو اكتسابه ؛ اضطراب الشهية
● اضطراب النوم يصبح كثيرًا أو قليلًا
● فقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة
● الشعور بانعدام القيمة
● الشعور بالحزن والفراغ
● التعب وقلة الطاقة والخمول
● أفكار حول الموت أو الانتحار
في حين كنت تعاني من تلك الأعراض فلا تقلق، أنت فقط بحاجة لاستشارة في مجال الصحة النفسية أو بعض الاستشارات في العلاقات العاطفية، يمكنك دائما الاتصال بالدكتورة منى رضا علي
