نقابل العديد من المواقف اليومية التي يختلف كل منا في التعامل معها، فمنا من يعرف جيدًا ماذا يفعل ومع من ومتى أيضًا، ومنا ما يهرب من المواقف ولا يريد مواجهتها، فقط يريد الابتعاد عن المشكلات التي يمكن أن تواجهه، ومن الممكن أن تكون ليست مشكلة ولكن مغامرة أو تجربة جديدة أو شئ غير مألوف بالنسبة له تحت اسم (حماية نفسه) وهو (الكومفورت زون).
ما هو مصطلح كومفورت زون؟
يعتبر مصطلح الكومفورت زون من المصطلحات الدارجة في الوقت الحالي، فهو عبارة عن المساحة النفسية الآمنة للفرد التي تجعله يشعر بالراحة بعيدًا عن كل غريب من الممكن أن يدخل حياته مثل: تجربة أو شعور جديد، حيث يخلق الرد لنفسه القوقعة التي لا يريد تغييرها تحت مسمى (حماية النفس) وإذا حدث بها القليل من التغيير يشعر بالارتباك، والتوتر الشديد.
لماذا يختار الأشخاص العيش داخل الكومفورت زون؟
يبدأ الفرد في حالة من اللاوعي باختيار الأشياء التي تلائمه في الحياة العادية حيث يصبح كل شئ أشبه بالروتين الممل، والبعد عن كل ما هو غريب عن حياته، فتصبح حياة بلا روح، وكأن بذلك يريد القول لنفسه أنني بخير وسلام لا تقلقي.
ويخلق هذا الشخص السجن الصغير الخاص به بعيدًا عن الحياة اعتقادًا منه أنه بذلك يقلل المخاطر التي يمكن أن تحدث له، بحساب كل خطوة والتقليل من الاحتمالات التي تعرضه للخسارة، والهجر، والألم، وغيرها.
ويرجع ذلك الخيار إلى عدة أسباب منها:
- البعد عن كل ما يؤذيني من أشخاص وتجارب وغيرها.
- الإحساس بشعور واحد متعارف عليه يجعله أكثر راحة.
- المنطقة الآمنة هي السبيل الوحيد له بعيدًا عن ما ينتظره خارجها من مخاطر.
مشاهد من الحياة اليومية للكومفورت زون.
ويفسر لنا ذلك العديد من المشاهد اليومية والضغوطات التي يقوم بعض الناس من وضع نفسهم بها إعتقادًا منها أن ذلك ما يناسبهم، حيث نرى ذلك الشخص الذي رضا بوظيفة تستنفذ جسده، وعقله، وطاقته بحجة أنه إذا استقال حاليًا فلا يوجد وظيفة أخرى سوف تقبله بسهولة أو أنه عرف هؤلاء الأشخاص، وفهم كيفية التعامل معهم.
كما نرى زوجة لا تريد هجرة الزوج الذي يعنفها أو يقلل من شأنها ويضعها دائمًا تحت ضغط ترك العمل، وأنها غير مهتمة بالأطفال، والمنزل، بحجة أنها إذا هجرته سوف تخضع لضغط المجتمع والناس، ولا يوجد فرصة أخرى للزواج مرة أخرى.
ونرى طفل يخضع للعنف الذي يتعرض له يوميًا في المدرسة أو للتنمر ولا يحاول مجاهدًا التغيير من نفسه، بحجة أنه بذلك مسالم ويحبه المدرسين، وهو لا يريد هذا التغيير، فيستمر على هذا النمط السلبي الصامت والذي يجعله يكره المدرسة ولا يريد الذهاب إليها مرة أخرى، كما يؤثر على الحالة النفسية له.
ونبدأ في التعرف على الشخص الذي يخاف هجرة المكان الذي يمكث فيه ولا يريد هجرانه لأنه فهم كيفية التعامل مع جيرانه، كما أن هناك ذلك الصديق الذي لا يريد تجربة كل ما هو جديد معك في المطعم الذي تود الذهاب إليه ويلجأ لوجبته المعتادة دائمًا.
كيف يمكن الخروج من الكومفورت زون؟
يمكنك الخروج من هذه المنطقة إذا كنت ترغب عن طريق بعض الخطوات:
- قيم نفسك حاليًا.
- قم بتدوين ما تريد فعله في الفترة المقبلة.
- لا تفكر في كل شئ لمدة كبيرة فخوفك سيجعلك تتراجع عن فعل ما تريده.
- مع كل هدف تفعله كافئ نفسك على فعله.
- ركز على التغييرات الصغيرة الإيجابية التي تحدث لك.
- يمكنك التعرف على أشخاص جدد تشجعك على فعل ما تريده.
هل من اللازم الخروج عن الكومفورت زون؟
ليس بالضرورة أن تخرج عن الكومفورت زون ولكن هناك حالات يجب عليها الخروج من هذا السجن الذي وضعته لنفسها، فإذا كنت راضٍ عن نفسك في هذه القوقعة التي وضعتها لنفسك تستمتع بحياتك فيها فلا مانع في ذلك، ولكن إذا كنت تضع نفسك بها للهروب من المشكلات التي يمكن أن تواجهك خارجها، ووجودك داخلها مُهلك نفسيًا، وبدنيًا ففي هذه الحالة يجب عليك الخروج منها فورًا.